المحلية

placeholder

انطوني سعد

ليبانون ديبايت
الجمعة 11 تموز 2025 - 09:37 ليبانون ديبايت
placeholder

انطوني سعد

ليبانون ديبايت

حزب الله بين الانهيار وإعادة البناء: هل يستعد لمعركة الحسم؟

حزب الله بين الانهيار وإعادة البناء: هل يستعد لمعركة الحسم؟

“ليبانون ديبايت” – أنطوني سعد


رغم الضربة القاصمة التي تلقّاها حزب الله في حرب 2024، إلا أنّه لم يرفع الراية البيضاء بعد. فالمعطيات المتقاطعة تفيد بأنّ الحزب، الذي خسر نحو 10,000 عنصر بين قتيل وجريح، وتعرّض لتدمير قسم كبير من بنيته التحتية ولوجستياته بما في ذلك شبكات الاتصالات ومراكزه وتحصيناته وخطوط دفاعه على الحدود الجنوبية، عاد في الأشهر الأخيرة إلى إعادة التموضع استعدادًا لجولة جديدة من المواجهة.


وتؤكّد تقارير ميدانية أنّ “الستار الحديدي” الذي بناه الحزب طيلة عشرين عامًا بين جنوب الليطاني والحدود مع إسرائيل، قد سقط فعليًا تحت نيران الطيران الإسرائيلي. كذلك، غابت وجوه بارزة من قياداته العسكرية، خصوصًا من الصف الأول، ما أدى إلى اهتزاز حقيقي في هيكليته العملياتية.


ورغم هذا التراجع الميداني، باشرت قيادة الحزب بإعادة هيكلة عميقة. فبحسب مصادر أمنية، أرسلت طهران ثلاثة من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني إلى لبنان لمواكبة عملية إعادة التنظيم، وتقديم دعم مباشر لإعداد جيل جديد من القادة الميدانيين. هذا الجيل، الذي تبلور خلال القتال في سوريا، يتميّز بخبرته في التكنولوجيا العسكرية الحديثة، إضافة إلى انضباطه واندفاعه.


ويمثل هذا الجيل شريحة شابة متأقلمة مع متطلبات الحرب التكنولوجية الجديدة، خلافًا للقيادات السابقة التي تجاوزت الستين من العمر، والتي كانت لا تزال تؤمن بأسلوب الحرب التقليدية وتعيش على أمجاد المقاومة قبل عام 2000 وحرب تموز 2006. وتبرز نقطة قوة هؤلاء القادة في حداثة عهدهم، إذ لم يُتح لإسرائيل رصدهم وتتبعهم لفترات طويلة.


في موازاة ذلك، منحت نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة الحزب دفعة سياسية وشعبية داخل بيئته، مؤكدة استمرار الالتفاف الشعبي الشيعي حوله رغم النقمة الاقتصادية والضغوط الدولية.


واستعاد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، في الآونة الأخيرة لهجة التحدي. ففي أكثر من خطاب، أعلن استعداد الحزب لأي مواجهة قادمة، ملمحًا إلى معلومات استخباراتية تفيد بتحضيرات إسرائيلية لاجتياح بري حتى نهر الليطاني. وقال قاسم: “ما لم تحققه إسرائيل من الجو، لن تناله من الأرض، ونحن مستعدون للمعركة المقبلة”.


إلا أنّه، ورغم هذه الاستعدادات الظاهرة، يواجه الحزب تحديًا جوهريًا يتمثل في النقص الحاد في السلاح والذخائر. فبحسب مصادر مطلعة، دمّرت الحرب الأخيرة معظم مخازن الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيّرة الانتحارية، ما يجعل قدرة الحزب على شن هجوم طويل الأمد موضع شك. كما أصبحت خطوط الإمداد عبر سوريا مكشوفة وخاضعة للرقابة، فيما أضاف تراجع التنسيق مع النظام السوري عبئًا إضافيًا على محاولات إعادة التسليح.


وفي هذا السياق، يرى بعض المراقبين أنّ حزب الله يسير نحو معركة قد تكون الأخيرة، يراهن فيها على عنصر المفاجأة والميدان لتعويض خسائره. في المقابل، يعتبر آخرون أنّ ما يجري ليس سوى فصل جديد من استراتيجية الترقب والمناورة، بانتظار تبدّل موازين القوى الإقليمية.


في المحصّلة، يبقى المشهد معقدًا: قيادة جديدة تتشكّل، قدرات عسكرية تحت الضغط، وقاعدة شعبية لا تزال متمسكة بخيار “المقاومة”. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يمتلك حزب الله ما يكفي لخوض حرب جديدة، أم أنّه يقترب من نهايته العسكرية أو إنهاك بيئته وتهجيرها؟

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة