اصطدام بين موسمين!
غير أن هذا التفاؤل اصطدم سريعًا بواقع أن المدارس الخاصة تتحضّر لافتتاح عامها الدراسي الجديد مطلع أيلول، أي في ذروة الموسم السياحي، ما اعتبره العاملون في القطاع بمثابة "ضربة في الصميم". فعودة التلاميذ إلى المدارس في هذا التوقيت تعني حُكمًا انكفاء العائلات عن السفر الداخلي، وتراجع الإقبال على المنتجعات والفنادق والمرافق السياحية.
ويشير المعنيون إلى أن الموسم السياحي الصيفي عادةً ما يمتد بين حزيران وأواخر أيلول، ويُعدّ من أكثر الفترات حيوية في الدورة الاقتصادية، كونه يجمع بين المغتربين والسياح والمقيمين. وأي تقليص لهذه الفترة عبر استئناف الدراسة مبكرًا، يُفقد القطاع جزءًا مهمًا من إيراداته المتوقعة.
موقف المدارس: "نتفهّم... لكن لدينا التزامات"
"ليبانون ديبايت" تواصل مع عدد من المسؤولين في إدارات المدارس الخاصة، الذين أجمعوا على "تفهمهم الكامل لمطالب أصحاب المصالح السياحية"، معتبرين أن "تحريك الاقتصاد المحلي يصبّ في مصلحة البلد ككل، ونحن نعي أن معظم الأهالي يفضّلون التأخير أيضًا".
لكنهم شدّدوا في المقابل على أن "المدارس الخاصة تخضع لنظام أكاديمي يُلزمها بالتقيد بتقويم تعليمي واضح، يضمن تحقيق الحد الأدنى من الأيام الدراسية المنصوص عليها قانونًا، والتي تبلغ نحو 170 يومًا سنويًا".
لا افتتاح في مطلع أيلول
وفي توضيح إضافي، أكّد أحد المعنيين التربويين أن "المدارس الخاصة لن تفتتح أبوابها في الأسبوع الأول من أيلول كما أشيع، بل إن الأمور محصورة حاليًا بين الأسبوعين الثالث والرابع من الشهر نفسه، أي بين 15 و23 أيلول كحدّ أقصى".
ورأى أن "هذا الخيار يشكّل حلاً وسطًا ومعقولًا، إذ يتيح للمؤسسات السياحية الاستفادة من فترة إضافية حتى أواخر أيلول، من دون أن يُحدث خرقًا كبيرًا في التقويم الأكاديمي أو يربك التحضيرات التعليمية والإدارية".
وبين "الموسم السياحي" و"الموسم الدراسي"، يتأرجح لبنان مرة جديدة على حبل التوفيق بين القطاعات المنهكة... فهل من يلتقط اللحظة قبل أن تضيع الفرصة مجددًا؟