تصاعدت حدة المعارك في قطاع غزة، اليوم السبت، بعد تقارير إسرائيلية متزامنة عن "حدث أمني صعب" جديد في خان يونس، جنوبي القطاع، في وقت أعلنت فيه مصادر إسرائيلية عن سقوط إصابات عديدة في صفوف الجيش الإسرائيلي نتيجة مواجهات مباشرة وتفجيرات بعبوات ناسفة.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن خمسة جنود إسرائيليين أُصيبوا في ثلاثة حوادث منفصلة داخل قطاع غزة خلال الساعات الماضية، فيما أُجلي عدد منهم بمروحيات إلى مستشفيات داخل إسرائيل. وأوضحت الصحيفة أن أحد الجنود أُصيب بجروح متوسطة برصاص مقاومين في حي الزيتون شرق مدينة غزة، بينما أصيب ثلاثة آخرون في مواجهات عنيفة بجنوب القطاع.
وفي التفاصيل، أفادت "القناة 12" الاسرائيلية بأن أحد الانفجارات وقع نتيجة تفجير مركبة عسكرية إسرائيلية، فيما أصيب جندي خامس بنيران مسلحة شمال القطاع. أما موقع "واللا" الإخباري، فأكد أن المعارك التي خاضتها القوات الإسرائيلية خلال اليومين الماضيين شملت اشتباكات وجهاً لوجه، وتكثيفًا لاستخدام العبوات الناسفة والكمائن القتالية.
وتأتي هذه التطورات بعد أيام من مقتل 5 جنود وإصابة 14 آخرين في كمين مزدوج نفذته كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، قرب بيت حانون، وفق إعلان سابق للحركة. وقد بثت وسائل إعلام إسرائيلية مشاهد تُظهر عمليات إجلاء مصابين من جنود الجيش الإسرائيلي بمروحيات عسكرية.
وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان، السبت، أن "وحداته واصلت تنفيذ عمليات هجومية واسعة شملت أكثر من 250 هدفًا عسكريًا في القطاع خلال اليومين الماضيين"، لافتًا إلى استهداف مسلحين، ومبانٍ مفخخة، وأنفاق، ومواقع إطلاق صواريخ مضادة للدروع.
وذكر البيان أن الضربات جرت تحت إشراف قيادة الفرق 98 و36 و162 و143 و99، وبتنسيق ميداني مع هيئة الاستخبارات العسكرية وجهاز "الشاباك".
كما ألقى الطيران الحربي الإسرائيلي وابلًا من القنابل على بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، في ما وصفته وسائل إعلام عبرية بأنه "واحدة من أكثر الضربات تدميرًا في المنطقة"، وسط استمرار الهجمات الليلية المكثفة منذ بداية الأسبوع.
وأعلنت كتائب القسام وسرايا القدس مسؤوليتهما عن تنفيذ هجمات ضد الآليات الإسرائيلية، مشيرين إلى أن الكمائن والهجمات المباشرة أسفرت عن "خسائر كبيرة" في صفوف القوات الإسرائيلية.
ويواجه الجيش الإسرائيلي تحديات ميدانية متزايدة في قطاع غزة، مع استمرار هجمات المقاومة المسلحة في المناطق الشمالية والجنوبية، وهو ما اعترفت به قيادة الجيش، واصفة بعض العمليات التي وقعت مؤخرًا بأنها "أحداث معقدة وصعبة".