انتشل عناصر الدفاع المدني السوري، رفات أربعة أشخاص من مقبرة جماعية عُثر عليها داخل اللواء 34، أحد المواقع العسكرية التي كانت تابعة للنظام السابق، في قرية المسمية بمنطقة اللجاة شمال محافظة درعا، جنوب البلاد.
ونقلت صحيفة "الوطن" السورية عن مصادر ميدانية قولها إن الرفات ظهرت على سطح الأرض نتيجة العوامل الطبيعية، ما استدعى تدخل الفرق المختصة لانتشالها بحضور فريق من الطب الشرعي، فيما تولت وكالة "سانا" الرسمية تأكيد العملية دون تقديم تفاصيل إضافية عن هوية الضحايا.
وبحسب "تجمّع أحرار حوران"، فإن هذه المقبرة ليست الوحيدة في الموقع، إذ تضم المنطقة نحو ست مقابر جماعية، إلى جانب أكثر من 100 قبر فردي، يُعتقد أنها تحتوي على رفات ضحايا أُعدموا ميدانيًا خلال سنوات الحرب التي شنّها نظام بشار الأسد ضد المدنيين المناهضين لحكمه.
وكانت فرق الدفاع المدني قد انتشلت في شباط الماضي عدداً من الرفات من الموقع نفسه، في إطار عمليات واسعة تهدف إلى كشف مصير آلاف المفقودين في الجنوب السوري.
ويُعد اللواء 34 واحدًا من أبرز المواقع الأمنية التي استخدمها النظام السوري السابق كمركز احتجاز سري في ريف درعا الشمالي، وشهد عمليات اعتقال وتعذيب واسعة منذ اندلاع الاحتجاجات عام 2011، وفق ما تؤكده تقارير حقوقية سورية ودولية.
وتأتي هذه الاكتشافات بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول 2024، إثر حراك سياسي وعسكري أدى إلى انهيار هياكل الحكم في دمشق، وتولي حكومة انتقالية مؤقتة إدارة البلاد. ومنذ ذلك التاريخ، تم الكشف عن عشرات المقابر الجماعية في محافظات سورية عدّة، من بينها دمشق، حماة، دير الزور، وإدلب، وتُشير التقديرات إلى وجود آلاف المدنيين الذين لا يزال مصيرهم مجهولًا حتى اليوم.
وتطالب منظمات حقوق الإنسان الدولية بمحاكمات شفافة، وكشف مصير المفقودين، وفتح كامل الملفات المتعلقة بجرائم الإعدام الميداني، والانتهاكات التي طالت آلاف المدنيين السوريين طوال أكثر من 14 عامًا من الصراع.