كشفت المدعية العامة الإسرائيلية، غالي بهاراف ميارا، امس الأحد، أن أحد المستشارين المقرّبين من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يواجه اتهامات خطيرة تتعلق بتسريب معلومات عسكرية سرّية خلال الحرب الجارية على قطاع غزة، مشيرة إلى أن القضية تُعدّ تهديدًا مباشرًا لأمن الدولة.
وأوضحت ميارا، في بيان رسمي، أن المستشار جوناثان أوريخ، سيخضع لجلسة استماع في الأيام المقبلة، بعد توجيه اتهامات له، إلى جانب مساعد آخر، بـ"تسريب معلومات أمنية حساسة من الجيش الإسرائيلي إلى صحيفة بيلد الألمانية، بقصد التأثير على الرأي العام والمس بأمن إسرائيل".
وأكدت أن التحقيق مع أوريخ بدأ منذ أواخر عام 2024، وتركّز على تسريبات تتعلق بملف مقتل ستة أسرى إسرائيليين كانوا محتجزين في قطاع غزة، وهو الملف الذي أثار ضجة كبيرة واحتجاجات واسعة في إسرائيل في أواخر آب 2024، واتهمت خلاله عائلات الجنود رئيس الحكومة بالتسبّب في مقتل أبنائهم عبر تعنّته في محادثات وقف إطلاق النار.
ورغم نفي أوريخ ارتكابه أي مخالفات، إلا أن المدعية العامة شددت على أن ما جرى "يتجاوز الأخطاء الفردية، ويصل إلى مستوى التواطؤ الأمني المحظور"، في وقت وصف فيه نتنياهو التحقيق بأنه "حملة شعواء سياسية تستهدف محيطه".
في موازاة هذه القضية، عادت إلى الواجهة تسريبات إعلامية أخرى كشفت عن تصريحات وصفت بالعنصرية والتحريضية أطلقها رئيس جهاز "الشاباك" الإسرائيلي المعين حديثًا، ديفيد زيني، خلال اجتماع مغلق مع مستوطنين من منطقة محاذية لقطاع غزة.
وقالت "القناة 12" العبرية إن زيني أدلى بتصريحات ذات طابع ديني - قومي قال فيها: "لدينا إنذار استخباراتي دائم بنيّة مسلمين أشرار قتل يهود طيبين، منذ أن وُلد إسماعيل وحتى إشعار آخر"، في إشارة مباشرة إلى رواية توراتية ذات طابع عدائي للمسلمين.
التسريب الصوتي يأتي في خضم الأزمة السياسية والأمنية العميقة التي تعيشها إسرائيل منذ هجمات 7 تشرين الأول 2023، والتي فتحت الباب أمام حرب إبادة على قطاع غزة أدت، وفق إحصاءات فلسطينية، إلى استشهاد أكثر من 53,200 فلسطيني وإصابة 122,797 آخرين حتى مطلع تموز الجاري.
وفي التصريحات المسربة نفسها، أقرّ زيني بأن الحرب على غزة لم تحقق أهدافها بعد، قائلاً: "إذا وعدكم أحد بعدم وجود تهديدات؛ خذوه إلى جهاز كشف الكذب"، مؤكداً أن تركيز الجهود على استعادة الأسرى الإسرائيليين يعيق ما وصفه بـ"الإنجاز الثاني"، في إشارة إلى القضاء على حركة "حماس".
كما كشف أن إسرائيل لا تمتلك ما يكفي من القوات لتأمين كل حدودها، مردفاً: "حتى لو جندتم كل قوات الاحتياط ونشرتموهم على طول الحدود، لن يكون ذلك كافياً".