كشفت القناة 12 الإسرائيلية، نقلًا عن مسؤول أميركي رفيع، أن الولايات المتحدة طلبت رسميًا من إسرائيل وقف هجماتها الجوية على القوات السورية في جنوب البلاد، لا سيما في محافظة السويداء التي تشهد تصعيدًا عسكريًا حادًا منذ أيام. ووفق القناة، فإن إسرائيل وعدت بوقف الهجمات الليلة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس قد أعلنا في وقت سابق، أنهما أعطيا تعليمات مباشرة للجيش الإسرائيلي بقصف قوات الحكومة السورية والأسلحة التي تم إدخالها إلى منطقة السويداء، في خطوة وصفاها بأنها دفاع عن الأقلية الدرزية في سوريا، التي ترتبط بعلاقات متينة مع طائفة الدروز داخل إسرائيل.
وجاء في البيان المشترك: "إسرائيل تلتزم بمنع الإضرار بالدروز في سوريا، انطلاقًا من رابطة الأخوّة العميقة التي تربط بين مواطني إسرائيل الدروز وأبناء طائفتهم في سوريا، سواء من خلال علاقات تاريخية أو عائلية".
وأضاف البيان أن "الجيش الإسرائيلي يتحرك لمنع النظام السوري من إيذاء الدروز، ولضمان بقاء المنطقة الجنوبية منزوعة السلاح، بما ينسجم مع التفاهمات القديمة بشأن عدم نشر قوات أو معدات ثقيلة قرب الحدود".
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، صباح الثلاثاء، أنه بدأ بقصف آليات عسكرية تابعة للقوات السورية، بينها ناقلات جند مدرعة ودبابات، بعد رصد تحركات عسكرية باتجاه السويداء منذ مساء الإثنين.
وتأتي هذه التطورات في ظل اشتباكات دموية غير مسبوقة شهدتها محافظة السويداء في الأيام الماضية، بين مسلحين دروز وآخرين من البدو، وصفتها مصادر ميدانية بأنها الأعنف منذ إسقاط فصائل المعارضة للرئيس بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وكانت الفصائل الدرزية قد تسلّمت زمام الأمن في السويداء منذ أيار الماضي بموجب اتفاق محلي مع السلطات السورية، إلا أن عشائر البدو واصلت انتشارها في أرياف المحافظة، ما أدى إلى احتكاكات متكررة أخذت طابعًا طائفيًا وتهديدًا لاستقرار المنطقة.
وفي السياق، شدد المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم باراك، على أن واشنطن "منخرطة بنشاط مع جميع الأطراف في سوريا، من أجل تهدئة التوترات ومواصلة مناقشات الاندماج البناء".
وقال باراك، عبر منصة "إكس"، إن "الاشتباكات الأخيرة في السويداء مثيرة للقلق لجميع الأطراف، ونحاول التوصل إلى حل سلمي يخدم الدروز، والقبائل البدوية، والحكومة السورية، وإسرائيل على حد سواء".
وأضاف أن أبرز التحديات التي تواجه جهود التهدئة تكمن في "حجم التضليل، والارتباك، وضعف قنوات التواصل بين الأطراف"، مشددًا على أن الإدارة الأميركية "تجري مشاورات مباشرة وبنّاءة لتأمين اندماج سلمي يخدم كل المكوّنات".
وتُعتبر محافظة السويداء واحدة من أكثر المناطق حساسية في الخارطة السورية الجديدة بعد الإطاحة ببشار الأسد، إذ تمثل معقلًا تقليديًا لطائفة الموحدين الدروز، وتحظى بثقل سياسي وروحي، إلى جانب موقعها الاستراتيجي المحاذي للأردن والجولان المحتل.
وكان المجتمع الدولي قد شدد، عقب تشكيل الحكومة الانتقالية بقيادة الرئيس الجديد أحمد الشرع، على ضرورة ضمان حقوق الأقليات وعدم تكرار ممارسات الإقصاء والتهميش، في ظلّ مخاوف من تفجر نزاعات طائفية أو تدخلات إقليمية من قوى تسعى لتقويض الاستقرار.