جددت مصر رفضها الكامل لأي تغيير ديموغرافي في الأراضي الفلسطينية، ولأي محاولة لنقل سكان قطاع غزة قسراً، مؤكدة رفضها خطة إسرائيل بإنشاء ما يُعرف بـ"المدينة الإنسانية" في جنوب القطاع.
وذكرت وزارة الخارجية المصرية، في بيان صادر الأربعاء، أن الوزير بدر عبد العاطي ناقش خلال اتصال مع المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الجهود الجارية للتوصل إلى وقف إطلاق نار مستدام في غزة، مشدداً على الموقف المصري الثابت برفض تهجير الفلسطينيين، أو إقامة مناطق عزل على أنقاض مدينة رفح.
وأكد عبد العاطي أن مصر ترفض "كل الأفكار التي تتردد حول إنشاء مدينة خيام في جنوب قطاع غزة، أو إجراء أي تغيير ديموغرافي في الأراضي الفلسطينية المحتلة"، مشيراً إلى أن هذا الرفض تم إبلاغه صراحة إلى الجانب الأميركي.
وأوضح الوزير المصري خلال الاتصال أن القاهرة لا تزال تدفع باتجاه عقد مؤتمر دولي على أراضيها يُعنى بالتعافي المبكر وإعادة إعمار القطاع بعد تثبيت وقف إطلاق النار، وذلك في إطار المبادرة العربية - الإسلامية المشتركة.
وتأتي هذه المواقف المصرية بالتوازي مع اتصالات مكثفة تقودها القاهرة بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة، وسط مؤشرات إيجابية حول قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بحسب مصادر مصرية مطّلعة.
وتستضيف القاهرة حالياً اجتماعات ثلاثية بين وفود من مصر وقطر وإسرائيل، لبحث التفاصيل التنفيذية لوقف إطلاق النار، بما يشمل إدخال المساعدات الإنسانية، خروج المرضى، وعودة العالقين إلى القطاع.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قد كشف الأسبوع الماضي عن إصدار تعليمات للجيش بوضع خطة لإنشاء "مدينة إنسانية" مؤلفة من خيام على أنقاض مدينة رفح، لنقل نحو 600,000 فلسطيني إليها بعد إخضاعهم لفحص أمني صارم، ومنعهم لاحقاً من مغادرتها.
وتهدف الخطة، بحسب الرواية الإسرائيلية، إلى "فصل المدنيين عن الفصائل المسلحة"، إلا أن الجيش الإسرائيلي نفسه أبلغ القيادة السياسية في تل أبيب، وفق القناة 12 العبرية، بمخاوفه من الإصرار على تنفيذ هذه الخطوة، محذراً من تداعياتها الميدانية والسياسية.