أظهر تحليل جديد نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، اليوم الأربعاء، أن أداء الصواريخ الإيرانية في اختراق منظومة الدفاعات الجوية الإسرائيلية شهد تحسناً ملحوظاً خلال الحرب الأخيرة، في وقت أكد فيه المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي استعداد بلاده الكامل للمواجهة العسكرية والانخراط في المسارات الدبلوماسية على حدّ سواء.
ووفق التحليل المستند إلى بيانات من الهجمات، فإن نسبة اختراق الصواريخ الإيرانية للدفاعات الإسرائيلية ارتفعت من 8% في بداية الحرب إلى 16% في نهايتها، مشيرة إلى أن إيران أطلقت عدداً أقل من الصواريخ مع مرور الأيام، لكنها حسّنت من فاعليتها القتالية.
وكشف التحليل أن طهران بدّلت توقيت الهجمات، وعدّلت نمطها، ووسّعت النطاق الجغرافي للأهداف، ما مكّنها من اكتشاف ثغرات في منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي، وذلك من خلال استراتيجية "التجربة والخطأ".
وقالت الصحيفة إن هذا التطور في الأداء "يُظهر أن حتى أكثر أنظمة العالم تطورًا ليست منيعة تمامًا"، مؤكدة أن إيران تمكّنت خلال 12 يوماً من القتال من تحسين قدرتها على تجاوز الدفاعات الإسرائيلية بشكل متزايد.
خامنئي: جاهزون للسلام والمواجهة
في موازاة ذلك، شدّد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، الأربعاء، على أن طهران "تدخل ساحة الدبلوماسية أو المواجهة العسكرية بجاهزية كاملة"، قائلاً: "ردّنا على أي عدوان من العدو كان دائماً حاسماً وقويّاً، ويمكننا توجيه ضربات أكبر إذا اقتضت الحاجة".
وكانت إسرائيل قد شنّت عدواناً واسعاً على إيران في 13 حزيران الماضي، استهدف قواعد ومنشآت عسكرية ومدنية، ما أدى إلى مقتل المئات، بحسب مصادر رسمية إيرانية.
وردّت إيران عبر هجمات صاروخية طالت مواقع عسكرية وأمنية داخل إسرائيل، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى، وفق تقارير صحافية متقاطعة.
وخلال المواجهة، تدخل الجيش الأميركي إلى جانب إسرائيل، ووجّه ضربات استهدفت منشآت نووية إيرانية، الأمر الذي فاقم التصعيد بين الجانبين.
وفي ختام 12 يوماً من التصعيد العسكري المتبادل، توصّلت طهران وتل أبيب إلى تفاهم حول وقف إطلاق النار، بضغط مباشر من الإدارة الأميركية، وبتنسيق قطري ساهم في تيسير المفاوضات.