كشفت مرغريتا سيمونيان، رئيسة تحرير قناة RT الروسية، أنّ السلطات البريطانية احتجزت رئيس مكتب القناة في لبنان ستيف سويني، خلال زيارة خاصة لابنته في المملكة المتحدة، قبل أن تفرج عنه بعد سلسلة من الاستجوابات المطوّلة.
وفي منشور على قناتها عبر "تلغرام"، أوضحت سيمونيان أنّ سويني، وهو بريطاني الجنسية، كان يزور ابنته لحضور حفل موسيقي، حين فوجئ باستدعائه إلى مركز للشرطة، حيث تم التحقيق معه تحت شبهة "الضلوع في أنشطة إرهابية"، وفق ما تم إبلاغه.
وقالت سيمونيان إنّ الشرطة البريطانية صادرت هواتف سويني وجهازه المحمول، ووجّهت له سلسلة من الأسئلة، من بينها ما إذا كانت إدارة قناة RT تُجبره على قول ما لا يريد، وإذا ما كان يتلقى أوامر مباشرة من السلطات الروسية، فضلاً عن استجوابه بشأن ولائه الوطني. وأضافت: "التقطوا له صورة لوشم يحمل وجه تشي غيفارا على جسده، وسألوه إن كان شيوعيًا أو على صلة بـ"حزب الله".
ورغم الطابع الشخصي للزيارة، أُخضع سويني لتحقيق واسع الطيف شمل عمله الصحافي ومواقفه السياسية، بحسب رئيسة التحرير، التي ختمت بالقول: "في نهاية المطاف، تم الإفراج عنه، لكن من المؤسف أن يبقى عميل بهذا المستوى للكرملين طليقًا!"، ساخرةً، قبل أن تؤكد أن سويني يعتزم الاستمرار في عمله بمكتب RT في بيروت.
يأتي الحادث في سياق تصاعد التوتر بين روسيا والمملكة المتحدة على خلفية الحرب في أوكرانيا، والتغطية الإعلامية المرتبطة بها. ففي آذار 2022، كانت هيئة تنظيم الاتصالات البريطانية "أوفكوم" قد أعلنت سحب رخصة البث من شبكة RT، معتبرة أن الشركة المشغّلة للقناة (ANO TV Novosti) لم تعد "مناسبة وملائمة" للبث في البلاد.
وبررت "أوفكوم" حينها قرارها بأن RT توقفت فعليًا عن البث بسبب العقوبات الأوروبية المفروضة عليها، إلا أن القرار جاء في سياق دعم لندن الصريح لأوكرانيا ومحاولة الحد من التأثير الإعلامي الروسي على الرأي العام البريطاني.
وفي حين اعتبرت RT أن الهيئة التنظيمية خضعت لضغوط سياسية مباشرة من الحكومة البريطانية، شددت آنا بيلكينا، نائبة رئيس التحرير، على أن "أوفكوم ليست مستقلة فعليًا، بل مجرد أداة سياسية تنفّذ إرادة الحكومة التي تسعى إلى إسكات الإعلام الذي لا يتماشى مع سرديّتها".