وبحسب ما أفاد به السكان لـ "ليبانون ديبايت"، فإن هذه التحركات الليلية باتت مألوفة ومتكرّرة، إلى درجة أصبحوا يتوقّعونها بصمت، وسط شعور متزايد بالخوف والقلق. ويرجّح كثيرون منهم أن تكون تلك الجيبات تابعة للعدو الإسرائيلي، تُنفّذ دوريات استخباراتية متنكرة، بهدف جمع معلومات ميدانية من داخل البلدات، مستفيدة من واقع التهجير القسري، وحالة التراخي الأمني التي يعيشها الجنوب.
ويؤكّد الأهالي أنهم عاجزون عن التحرّك أو التحقّق ممّا يرونه، بسبب الخوف أولاً، ولأن قراهم، كما يصفونها، "باتت عمليًا تحت الاحتلال، حتى لو لم يُرفع فوقها علم العدو".
تجدر الإشارة إلى أن معظم العائدين إلى هذه القرى هم من كبار السن، أو من العائلات المنهكة من تجربة النزوح الطويل، وقد اختاروا العودة إلى منازلهم رغم الأضرار التي لحقت بها، مفضلين البقاء فيها على مواصلة التهجير. غير أن هذه العودة لا تعني بالضرورة الأمان، إذ يعيش هؤلاء اليوم واقعًا محفوفًا بالمخاطر، وسط غياب شبه تام لأي حضور أمني فعلي يضمن سلامتهم.
وتعكس هذه المعطيات حجم الانكشاف الذي تعانيه القرى الحدودية، حيث يعيش الأهالي ليالٍ من القلق والترقّب، وسط معطيات ميدانية عن تحرّكات تجري في الخفاء، وجبهة لم تُقفل بعد فصولها.