اتهم مندوب سوريا الدائم لدى مجلس الأمن، السفير قصي الضحاك، إسرائيل بشنّ "حرب مفتوحة" على بلاده، مؤكّدًا أنّ الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة تمثّل انتهاكًا ممنهجًا للسيادة السورية، وتهدف إلى جرّ دمشق إلى ساحة صراع إقليمي أوسع.
وفي كلمته أمام مجلس الأمن، أمس الخميس، دان الضحاك الضربات الإسرائيلية التي استهدفت الأراضي السورية، قائلاً إنّ "هذه الاعتداءات تعيق جهود الدولة السورية لبسط سلطتها على كامل أراضيها، وتشكل خرقًا متكرّرًا لاتفاق فض الاشتباك".
وتناول الضحاك التصعيد الإسرائيلي في محافظة السويداء، معتبرًا أنه "خطير"، مشيرًا إلى أنّ القيادة السورية "تعاملت مع الوضع بأعلى درجات الحكمة، واتخذت قرارات سيادية دقيقة تهدف إلى حماية المصلحة الوطنية العليا، وضمان وحدة البلاد وسلامة أراضيها".
وشدّد على أنّ "السوريين يرفضون الكراهية والإرهاب والتحريض على العنف، ويتمسّكون بوحدتهم الوطنية"، مضيفًا: "سوريا ستبقى دولة للجميع، وتحتاج إلى دعم المجتمع الدولي في هذه المرحلة الدقيقة".
وكانت محافظة السويداء قد شهدت خلال الأيام الماضية مواجهات دامية بين فصائل محلية وعشائر، أوقعت أكثر من ١٠٠ قتيل، وترافقت مع ضربات إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية داخل المحافظة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، مساء الخميس، بارتفاع حصيلة الاشتباكات إلى نحو ٦٠٠ قتيل، بينهم ٢٧٥ عنصرًا من وزارتي الدفاع والداخلية، و٣٠٤ من أبناء السويداء.
وعقب التصعيد، دخلت القوات السورية المدينة ذات الغالبية الدرزية للإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار، بالتنسيق مع وجهاء المدينة.
في المقابل، قالت مصادر إسرائيلية إن الجيش السوري نسّق مسبقًا مع تل أبيب بشأن الدخول إلى السويداء، وفق تفاهم يقضي بعدم استخدام الأسلحة الثقيلة، إلا أن "القيادة السورية خالفت هذا الاتفاق"، بحسب المسؤولين الإسرائيليين الذين أكدوا أنّ "إسرائيل لن تسمح بحشود عسكرية قرب حدودها الجنوبية".
وفي تطور لافت، نفذت إسرائيل، الأربعاء الماضي، غارات عنيفة استهدفت العاصمة دمشق، مركزة على مجمّع وزارة الدفاع والقصر الرئاسي، إلى جانب ضربات طالت مناطق في السويداء وأخرى جنوب سوريا.