رأى رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة" الشيخ ماهر حمود، في موقفه السياسي الأسبوعي، أنّ ما يجري في سوريا من مجازر واشتباكات مسلّحة ونداءات عشائرية، يحصل بالكامل "تحت السقف الأميركي، وبما يشمل أيضًا الرؤية الصهيونية".
واعتبر أنّ هذه المرحلة "من أسوأ ما مرّت به الأمة، حيث اختلطت الأهداف وضاعت الحقيقة، وازدادت الأمة ابتعادًا عن الصفات التي أرادها الله لها"، مشيرًا إلى أن "النظام الانتقالي الذي يترأسه الرئيس أحمد الشرع جاء بتوافق تركي-قطري-إقليمي، تحت سقف المخططات الأميركية للمنطقة، وهو نتيجة اتفاق مباشر بين الأتراك والأميركيين".
وفي تعليقه على تطورات السويداء، أشار الشيخ حمود إلى أنّ "الإعلان المبكر من فريق في جبل العرب عن رغبته بالحماية الإسرائيلية، حتى قبل أحداث جرمانا، يعبّر عن انخراط إسرائيلي مبكر في القضية السورية"، معتبرًا أنّ "الشيخ حكمت الهجري يمثّل هذا التوجّه، في مقابل فريق وازن يعبّر عنه الشيخ يوسف جربوع".
وقال إن "التدخل الإسرائيلي السريع، والتهديد العلني، والاستهداف المباشر لدمشق ووزارة الدفاع، يكشف أن هدف إسرائيل يتجاوز حماية الدروز، وهو ذريعة لفرض أهداف استراتيجية أوسع".
وحذر الشيخ حمود من "احتمال كبير لاختراق أجهزة الأمن في الحكم الانتقالي من قبل المخابرات الإسرائيلية"، مشيرًا إلى أن "الانتهاكات التي ارتُكبت بحق أهالي السويداء قد تكون على أيدي عناصر مزروعة لإثارة ردود فعل عشائرية واسعة، وهي عناصر لم تتلقَّ ثقافة إسلامية سليمة، بل خرجت من بيئات شبيهة بتلك التي أفرزت داعش والنصرة".
وتابع: "بالمقابل، فإن الفريق الآخر لا يبتعد كثيرًا عن هذا المسار، ما يجعل الجميع أشبه بأحجار شطرنج تحرّكها إسرائيل عبر الفعل ورد الفعل، على رقعة تتحكّم هي بخيوطها".
وختم بالقول إن "الهدف الأولي لإسرائيل هو إرسال رسالة إلى الجميع، وعلى رأسهم الراعي الأميركي، بأنها هي من تحدد خريطة المنطقة وتفرض التوازنات"، مشددًا على أن "مصلحة إسرائيل تقتضي تقسيم سوريا والعراق كما حدّد بن غوريون منذ نشوء الكيان، وهذا يفسّر سعيها لمنع قيام دولة مركزية قوية في دمشق، مهما كانت ارتباطاتها، ما يفسّر أيضًا الضربات الوقحة الأخيرة التي تجاوزت حتى رغبة الولايات المتحدة".