الأخبار المهمة

فادي عيد

فادي عيد

ليبانون ديبايت
السبت 19 تموز 2025 - 07:20 ليبانون ديبايت
فادي عيد

فادي عيد

ليبانون ديبايت

توقيت مريب للمسلسل التفجيري في السويداء

توقيت مريب للمسلسل التفجيري في السويداء

"ليبانون ديبايت" - فادي عيد


لا يقتصر الخطر الأكبر الذي يتربّص بلبنان اليوم، على ناحيتي الشمال والشرق بعد الجنوب، بل لعلّه يأتي من ناحية الغرب، ويتجسّد بحال التعب الغربي والعربي من ملاحقة "الهموم" اللبنانية، والبحث عن صيغة تحول دون تكرار عمليات استحضار مرحلة سوداء من الفتن الطائفية والمذهبية المنقولة من خارج الحدود، وتحت عناوين وذرائع لا تخدم إلاّ مصالح داخلية وإقليمية، أقلّ ما يُقال فيها أنها "ضيّقة" وظاهرة بوضوح للقاصي والداني.


والتعب الذي قد يصيب الدول الصديقة للبنان، قد استنفر سياسيين وديبلوماسيين بحسب معلومات ل"ليبانون ديبايت"، تكشف عن اتصالات تجري على مستويات رفيعة وفي أكثر من اتجاه دولي وعربي، بهدف تجنيب لبنان جولة جديدة من التصعيد الإسرائيلي، والبحث عن خطّ دفاع متين، يمكن الإستناد عليه مع هبوب العاصفة من السويداء السورية، وتنامي الكلام عن رياح تقسيمية تهبّ من سوريا وتهدّد دول الجوار.


وإلى جانب الإنشغال الدولي، لا سيّما الولايات المتحدة الأميركية، كما المملكة العربية السعودية، بمعالجة الأزمة السورية وترحيل أي معالجات في لبنان، تأتي مناخات الإحتقان السياسي الداخلي وعودة الأجندات المتضاربة المصالح، لتزيد الهواجس من العودة إلى نقطة البداية، مع ما تحمله هذه العبارة من تعقيدات وعراقيل لانطلاقة جديدة نحو إعادة بناء المؤسسات وانتظام العمل الديمقراطي، وطي صفحة الحرب الأخيرة على قاعدة ثابتة أساسها العودة إلى اتفاقية الهدنة في العام 1949.


فانفجار الوضع في السويداء، يزرع القلق على مستوى استكمال المساعي للوصول إلى تسوية لورقة واشنطن حول الصيغة التي ستسمح بإرساء واقعٍ في الجنوب، يسمح بإنهاء الإحتلال الإسرائيلي من ناحية، وانتشار الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني كمرحلة أولى في برنامج زمني رسمته واشنطن وتركت للبنان تحديد مراحله بالتوقيت الذي تتفق عليه الحكومة مع "حزب الله" من ناحية ثانية، رغم أن الحزب لا يجد نفسه معنياً بالجواب الأميركي على الردّ اللبناني على مقترحات المبعوث الرئاسي توم برّاك "العائد" إلى بيروت، للإحاطة بكل تفاصيلها السياسية والأمنية وحتى المالية.


 وبحسب المعلومات، فإن وضع سوريا المتفجِّر، يساهم عاجلاً أم آجلاً في تعطيل الديناميات الأميركية والفرنسية والسعودية، للوصول إلى تكريس الإستقرار الأمني في لبنان وإقفال نافذة الحرب، وذلك نتيجة اصطدام هذه الديناميات بأجندات مشبوهة وتخريبية تعمل على إثارة العصبيات والغرائز الطائفية والمذهبية وارتكاب المجازر، وصولاً إلى التدمير "الذاتي"، على مثال ما يجري في السويداء من قتالٍ لا يخدم إلاّ مستفيدٍ واحد على الأقل، وهو الكيان الإسرائيلي.


من هنا، تتعدّد القراءات لأبعاد المسلسل التفجيري الذي انطلق من السويداء، إستناداً إلى التوقيت المريب الذي تزامن مع اللقاء الأخير بين الرئيس دونالد ترامب وبنيامين نتيناهو، والذي لم يُكشف النقاب عن خلاصاته والتفاهمات التي حصلت والتي تجاوزت البحث بوقف النار في غزة إلى ملفات المنطقة، وليس فقط ملف سوريا، بل ملف لبنان كما العراق واليمن.


إلاّ أن ما يهمّ لبنان راهناً، هو إقفال أي بابٍ قد يؤدي إلى انتقال بذور الفتنة إلى لبنان، في ظل احتدام الخطاب السياسي الداخلي وصولاً إلى احتمال أن تكون الأحداث السورية دافعاً لضرب الإستقرار اللبناني من خلال حوادث وإشكالات ترتدي طابعاً تضامنياً في مرحلة أولية، ثم تتطوّر إلى ما هو غير محسوب في أكثر من منطقة تشكل أرضيةً خصبة للفتن.


وعلى هذا الأساس، تبدو المساعي الديبلوماسية أكثر من ملحّة، بل تكاد تكون مصيرية من أجل إعادة البحث مع واشنطن وأصدقاء لبنان من عواصم القرار في تهدئة "الغليان" والعودة إلى بنود اتفاق وقف النار وتنفيذه حرفياً، لدرء الأخطار التي تهدّد البلاد من أي ناحيةٍ أو حدودٍ أتت.


 

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة