اقليمي ودولي

الأحد 20 تموز 2025 - 15:18

"بيبي يتصرف كالمجنون"... تخوّف في واشنطن من سلوك اسرائيل في المنطقة

"بيبي يتصرف كالمجنون"... تخوّف في واشنطن من سلوك اسرائيل في المنطقة

مع تصاعد الدخان وزخّات الحطام فوق القصر الرئاسي السوري، ارتفعت وتيرة الحديث في الجناح الغربي للبيت الأبيض: "بنيامين نتنياهو فقد أعصابه".


وقال مسؤول في البيت الأبيض لـ«أكسيوس»: "بيبي تصرف كأنه مجنون. يقصف كل شيء طوال الوقت. هذا قد يهزّ ما يحاول ترامب تحقيقه."


وأضاف مسؤول أميركي كبير ثانٍ مخاطبًا حادثة قصف كنيسة في غزة هذا الأسبوع، والتي دفعت ترامب إلى الاتصال بنتنياهو ومطالبته بتفسير الفعل: "الشعور السائد الآن هو أن كل يوم يحدث شيء جديد. ما هذا بحق الجحيم؟"


وقال مسؤول ثالث: هناك شك متزايد داخل الإدارة الأميركية حول نتنياهو — شعور بأن "يده جاهزة للنقر على الزناد" وأنه "مزعج للغاية". "نتنياهو أحيانًا مثل طفل لا يهدأ."


حتى الآن، لم يصدر أي ردّ من المتحدث باسم نتنياهو، زيف أغمون.


وبحسب ستة مسؤولين أميركيين تحدثوا إلى «أكسيوس»، على الرغم من التهدئة الممسوخة الجمعة، تؤكد مصادر في البيت الأبيض أنها باتت أكثر قلقًا بشأن نهج نتنياهو الإقليمي بعد تصعيد إسرائيل الأخير في سوريا.


ومع ذلك، لم ينتقد ترامب نتنياهو علنًا بعد، ويُعدُّ من غير الواضح إن كان يوافق على وجهة النظر هذه داخل الإدارة.


ويوم الثلاثاء، قصفت إسرائيل قافلة دبابات سورية كانت متجهة إلى السويداء للمشاركة في قمع اشتباكات دامية بين ميليشيا درزية وقبائل بدوية، راح ضحيتها أكثر من 700 شخص حتى السبت، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. إسرائيل ادّعت أن القافلة تخطّت منطقة منزوعة السلاح وطالبت بأن الجيش السوري يشارك في هجوم على أقلية الدروز، وهو ما نفته دمشق.


وطلب المبعوث الأميركي إلى إسرائيل، توم باراك، يوم الثلاثاء من نظيريه الإسرائيليين التهدئة وترك المجال للحلّ الدبلوماسي، وقد كان هناك تعهد أولي بذلك، وفقًا لمسؤول أميركي. ومع ذلك، وبعد فترة توقف قصيرة، استؤنف التصعيد. الأربعاء قصف نتنياهو مقارًّا عسكرية سورية ومقرّ الرئاسة.


وقال مسؤول أميركي إن القصف في سوريا كان "مفاجئًا للرئيس والأركان"، وأضاف: "الرئيس لا يحب أن يشهد القتل في بلد يحاول إحلال السلام فيه ويعدُّ مساعي إعادة بنائه إنجازًا كبيرًا."


ونقلت «أكسيوس» عن وزير الخارجية ماركو روبيو قوله لنتنياهو وفريقه: "توقفوا"، الأربعاء. وردّ نتنياهو موافقًا… لكن طالت انتقادات من دول مثل تركيا والسعودية، وتقدم عدد من المسؤولين الأميركيين بانتقادات مباشرة للرئيس.


المتحدثون باسم البيت الأبيض أكدوا أن دوافع إسرائيل كانت ذات طبيعة داخلية: حشد الرأي العام الدُرزي واعتبارات سياسية محلية، بحسب "أكسيوس".


وجاء هذا الاحتكاك سريعًا بعد زيارة نتنياهو إلى واشنطن، حيث التقى ترامب مرتين وأسرت العلاقة بينهما الجميع. بالإضافة إلى حادث قصف الكنيسة في غزة واغتيال المواطن الفلسطيني الأميركي سيف مسلّت، قوبلت بإدانة من إدارة ترامب، وعلق السفير مايك هوكابي على الحادث واصفًا إياه بـ"الإرهاب"، وطالب بتوضيح المسؤوليات… وأحدثت قضية فيزا الإنجليز المسيحيين ضجة جديدة.


وأعرب مسؤول إسرائيلي رفيع عن "الاستغراب من ردة الفعل الأميركية على ضربات سوريا"، مؤكداً أن ترامب لم يعارض تدخل إسرائيل سابقًا، وأنه شجعها حتى في بداية ولايته لضبط الأوضاع قرب الحدود السورية.


وحمل المسؤول الإسرائيلي واشنطن رسالة مفادها: "نحن قصفنا لأننا رأينا تهديدًا من دمشق ضد الدروز هناك، ولم نكن نتحرك بدوافع سياسية داخلية."


في حين يراقب البيت الأبيض تطورات الأوضاع السورية عن كثب، اعتبر مسؤول أميركي أن إسرائيل "لا يحق لها أن تقرر مصير الحكومة السورية أو حدود سيادتها"، محذرًا من أن الوضع الراهن قد يؤدي إلى "سوريا غير مستقرة، مما يعني خسارة الدروز وإسرائيل على السواء".


ولم تكن هذه المحاولة الأولى لاختبار صبر ترامب. فقد راهن نتنياهو على دعم أميركي لضربات في إيران، وواصل الضغط على غزة رغم رغبة ترامب بوقف الحرب. وفي سوريا، اختبر مدى التسامح الأميركي مع التصعيد. وشعر مساعدو ترامب مؤخرًا بالتأثير المتزايد لعناصر يمينية متطرفة يهودية داخل حكومة نتنياهو، وهو ما أثار قلقًا داخل قاعدة MAGA.


كما حذّر مسؤولون أميركيون من أن حظ نتنياهو ورباطة جأش ترامب قد ينفدان، وأن الدفع الإسرائيلي المتواصل نحو التصعيد قد ينتهي برد فعل أميركي أكثر قسوة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة