المحلية

عربي21
الثلاثاء 22 تموز 2025 - 07:55 عربي21
عربي21

سجن "راكيفيت" تحت الأرض... حيث تحتجز إسرائيل عناصر "الرضوان"!

سجن "راكيفيت" تحت الأرض... حيث تحتجز إسرائيل عناصر "الرضوان"!

كشفت إذاعة "كان" الإسرائيلية، عن احتجاز السلطات الإسرائيلية عشرات المقاتلين من نخبة كتائب القسام – الجناح العسكري لحركة "حماس" – إلى جانب عناصر من وحدة "الرضوان" التابعة لحزب الله، في سجن جديد سري تحت الأرض داخل مجمّع سجن الرملة، أُنشئ في أيلول الماضي، ويُعرف باسم "راكيفيت"، أي "زهرة بخور مريم" باللغة العبرية.


ووصفت الإذاعة القسم الجديد بأنه "خزنة إسمنتية مغلقة"، يخضع فيها الأسرى لرقابة مشددة على مدار الساعة بواسطة كاميرات ذكية ترصد كل حركة داخل الزنازين، حيث يُحتجزون في عزلة تامة وظروف وُصفت بأنها "الحد الأدنى لما يسمح به القانون الدولي".


ووفق الرواية الإسرائيلية، فإن بين الأسرى من شاركوا في عملية 7 تشرين الأول، ويُمنع هؤلاء من أي تواصل مباشر، إذ يُسمح لهم بالخروج من الزنازين لمدة ساعة واحدة فقط يومياً إلى ما تسمّيه مصلحة السجون "ساحة"، وهي في الواقع غرفة ضيقة محصّنة بإسمنت مسلّح، يدخلها ضوء الشمس من فتحة ضيقة عبر قضبان حديدية.


وفي خطوة تُوصف بـ"النفسية العقابية"، علّقت سلطات السجن صورة ضخمة لمدينة غزة المدمّرة على جدار الساحة، لتبقى ماثلة أمام الأسرى في لحظاتهم الوحيدة خارج الزنزانة. وخلال هذه الساعة، يُطلب من الأسرى تنفيذ ثلاث مهام متتالية: الاستحمام خلال سبع دقائق، تنظيف الزنزانة، والمشي داخل المساحة المحدودة، من دون أي حديث أو تواصل.


أوضح قائد قسم "راكيفيت" في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية أن جميع السجّانين يعملون بأسماء عملياتية وأرقام مشفّرة، دون الكشف عن هوياتهم، ضمن "ترتيبات أمنية مشددة". وأكد أن القسم يُعد "تجربة عملياتية أولى من نوعها" ويُخصّص للأسرى "الأكثر خطورة"، في إشارة إلى نخبة القسام والكوماندوز البحري ووحدة الرضوان.


وتلقّى الطاقم، بحسب المصدر، "تأهيلاً ذهنياً خاصاً" للتعامل مع ما سمّاه "التحديات اليومية"، مشدداً على أهمية "ضبط النفس" وعدم الانجرار إلى أي "تعامل عاطفي" مع الأسرى.


ولا يُسمح للمعتقلين بمغادرة القسم إطلاقاً، حتى في حالات المحاكمة أو الاستشفاء، إذ تُجرى لقاءاتهم مع المحامين والفحوص الطبية داخل القسم نفسه، ما يفاقم من عزلهم الجسدي والنفسي.


يفرض الحراس على الأسرى وضعية "الجلوس القرفصاء" مع اليدين خلف الظهر وتوجيه الوجه نحو الأرض عند دخول الزنزانة. ولا يُسمح بأي حديث، بينما يُقدّم الطعام ثلاث مرات يومياً بصمت تام.


ورغم تذرّع السلطات الإسرائيلية بتطبيق القانون الدولي، إلا أن منظمات حقوقية تعتبر ما يحدث "معاملة قاسية ومهينة"، خاصة أن معظم هؤلاء الأسرى لم يخضعوا لمحاكمات عادلة، ويُحتجزون في ظروف نفسية وجسدية قاسية طويلة الأمد.


وتأتي هذه الممارسات في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة وتصاعد التوتر على الحدود مع لبنان، حيث تتعامل السلطات الإسرائيلية بعنف متزايد تجاه أسرى المقاومة الفلسطينية واللبنانية، وسط غياب الرقابة الدولية.


بحسب المسؤول الإسرائيلي، فإن قسم "راكيفيت" ما زال في طور "التجربة الأولية"، ما يثير القلق من احتمال تعميم هذا النموذج ليصبح نمطاً دائماً في السجون الإسرائيلية، يستهدف الأسرى السياسيين والعسكريين من حركات المقاومة، تحت ستار الإجراءات الأمنية.


ويُذكر أن سجن الرملة يُعد من أقدم وأكثر السجون الإسرائيلية تشدداً، وسبق أن شهد وفيات نتيجة الإهمال الطبي والتعذيب، ما يعمّق المخاوف من مصير الأسرى المحتجزين في قسم "راكيفيت" الجديد.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة