حذّرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، اليوم الثلاثاء، من أن سكان قطاع غزة "بمن فيهم موظفوها" يغمى عليهم بسبب الجوع الشديد. وقالت الوكالة في منشور على حسابها الرسمي: "الناس يتضورون جوعًا. نحن نطالب برفع الحصار والسماح بإدخال الأغذية والأدوية فوراً".
وتأتي هذه التحذيرات في ظل تفاقم غير مسبوق للأزمة الإنسانية في قطاع غزة، حيث بات ثلث السكان محرومين من الطعام لأيام متتالية، وفق ما أفاد برنامج الأغذية العالمي.
من جهتها، أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن "سوء التغذية المميت" بين الأطفال وصل إلى مستويات "كارثية". وقالت المنظمة في بيان عبر منصة "إكس": "الجوع ينتشر، والناس يموتون، والغذاء شحيح، والمياه النظيفة دون مستوى الطوارئ، والمساعدات مقيدة والوصول إليها محفوف بالمخاطر".
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية وفاة طفلين، هما يوسف الصفدي من شمال القطاع، وعبد الحميد الغلبان من خان يونس جنوبًا، جراء الجوع وسوء التغذية، ليرتفع عدد وفيات الأطفال خلال اليومين الماضيين إلى 23 حالة، بحسب مصدر طبي محلي.
كما أفادت وكالة "وفا" الرسمية أن عدد الفلسطينيين الذين قضوا أثناء انتظار المساعدات قد ارتفع إلى أكثر من 1,021 قتيلاً و6,511 جريحًا، منذ أواخر أيار الماضي.
ووفق بيانات "أطباء بلا حدود"، فإن فرقها سجلت أعلى معدل لحالات سوء التغذية في تاريخ عملها داخل غزة. بينما حذّرت الأونروا من أن حالات سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة تضاعفت بين شهري آذار وحزيران، إذ أجرت الوكالة أكثر من 74 ألف فحص، وحدّدت ما يقرب من 5,500 حالة من سوء التغذية الحاد الشامل و800 حالة من النوع الوخيم.
وأشارت مصادر طبية إلى أن أكثر من 90 ألف طفل وامرأة يعانون من سوء تغذية حاد، في حين يُعالج في المستشفيات نحو 17 ألف طفل، وسط نقص فادح في الأدوية والأسرة والإمدادات الأساسية، وتسجيل حالات من فقدان الذاكرة والإجهاد الحاد بسبب الجوع المزمن.
ويواجه القطاع حالياً أسوأ نقص في الإمدادات منذ بدء الحرب، بعد أن فرضت إسرائيل في 2 آذار حصاراً مطبقاً عقب فشل مفاوضات تمديد وقف إطلاق النار الذي استمر 6 أسابيع. ولم تسمح بدخول المساعدات سوى بعد شهرين، بكميات وُصفت بأنها "غير كافية إطلاقاً".
الـــمــــزيــــــــــد
