أفاد مصدر رسمي سوري بأن اتفاق التهدئة الذي دخل حيّز التنفيذ في محافظة السويداء فجر الجمعة، سيسمح للحكومة السورية بإعادة العائلات المهجّرة إلى منازلها "في أسرع وقت ممكن"، تمهيدًا لتنفيذ مرحلة ثانية من التهدئة تشمل تبادل المعتقلين بين الأطراف المتنازعة.
وفي هذا السياق، أجرى محافظ السويداء مصطفى البكور جولة تفقدية إلى عدد من مناطق محافظة درعا التي استقبلت المهجّرين من أبناء السويداء، بهدف تقييم أوضاعهم والاطلاع على احتياجاتهم، في إطار الاستجابة الحكومية للأزمة الإنسانية الناتجة عن الاشتباكات الأخيرة.
وقال البكور، الثلاثاء، في تصريحات نقلتها "صفحة السويداء الرسمية": "وصيتي الآن أن على الجميع ضبط النفس والتهدئة، وأن نعمل جميعاً في البناء، ونسعى إلى إعادة السلم الأهلي وفتح صفحات جديدة للمصالحة بين جميع الأطراف، وإعادة الناس إلى بيوتهم".
وأضاف: "الناس الذين التقينا بهم خلال الجولة قالوا بوضوح: لا نريد أن نبقى مهجّرين أو نازحين، نريد العودة إلى بيوتنا"، مؤكداً: "قلنا لهم: أنتم الآن ضيوف، وستعودون إلى البيوت التي وُلدتم وتربّيتم فيها، فأنتم أبناء هذه الأرض".
وكان مسؤول حكومي في محافظة درعا قد أكد، الإثنين، أن أكثر من 3500 أسرة نزحت من منازلها في محافظة السويداء إلى مناطق أكثر أماناً في درعا، بعد تصاعد الاشتباكات العشائرية بين مسلحين من عشائر البدو وفصائل درزية، في 13 تموز.
وفي 15 تموز، دخلت قوات الأمن السورية إلى مدينة السويداء لاحتواء الموقف، قبل أن تتعرّض آليات عسكرية تابعة لها لضربات جوية إسرائيلية أثناء توجهها إلى المحافظة، تبعها قصف لمواقع استراتيجية في دمشق في 16 تموز.
وفي أعقاب ذلك، أعلنت وزارة الدفاع السورية مساء 16 تموز، سحب القوات العسكرية من مدينة السويداء بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار، رغم استمرار التوتر الميداني المحدود. ثم أعلنت فجر الجمعة عن تثبيت اتفاق جديد، سمح بعودة قوات الأمن لفك الاشتباك، وانسحاب العشائر المسلحة.