وأزاء هذا الواقع، ينتفض أبناء الشتات في كل بقاع الأرض للتعبير عن رفضهم لهذه "المحرقة" الإسرائيلية التي تخطّت كل الحدود الإنسانية، ويقول مسؤول العلاقات الإعلامية لحركة حماس في لبنان، محمود طه، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، إن هناك جريمة تجويع بكل ما في الكلمة من معنى، فالمجاعة باتت تفتك بكل أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، ولا تميّز بين كبير وصغير، بسبب الحصار ومنع إدخال المساعدات الغذائية إلى القطاع منذ أربعة أشهر وأكثر.
ويوضح أن ما يدخل إلى غزة لا يعادل 4% من حاجات الناس، فالوضع من الناحية الإنسانية كارثي، وهناك عدد كبير من الأطفال يموتون بسبب المجاعة وسوء التغذية.
ويلفت إلى أن حركة حماس سلّمت ردها على الورقة التي عرضها الوسطاء، آملاً أن تلقى استجابة من الجانب الإسرائيلي وإنهاء هذه المأساة التي يمر بها الشعب الفلسطيني منذ أكثر من 20 شهراً.
أما عن أوجه الاختلاف عن الردود السابقة، فيؤكد أنه لا يملك التفاصيل، ولكن هناك ثوابت لدى الحركة، فكل مرة يتمحور الرد بما يخدم الشعب الفلسطيني، وبما يتوافق مع المصلحة العامة لهذا الشعب، ويحقق وقفاً تاماً لإطلاق النار، وانسحاباً كاملاً من قطاع غزة، وإدخال المساعدات بشكل كبير، وبالطبع إعادة الإعمار.
ويعتبر أن هذه هي النقاط المحورية التي تتمسّك بها الحركة، داعياً الدول الكبرى للضغط على الجانب الإسرائيلي من أجل الموافقة على النقاط التي وافقت عليها حركة حماس، وهي ورقة أعدّها الوسطاء.
ومع فرضية الموافقة الإسرائيلية على الورقة، هل سينتهي الحصار على غزة؟ يوضح أن من بين الشروط، بالإضافة إلى وقف العدوان وفتح المعابر، هو إدخال المساعدات بشكل كبير، لأن القطاع بحاجة إلى المساعدات في كافة المجالات: من طبية، وغذائية، ومحروقات.
ويعلن أن حركة حماس ترفض إدخال المساعدات عبر المؤسسة الأميركية التي يعتبرها "مصائد موت" لحوالي 800 شخص لقوا حتفهم على يد الإسرائيلي أثناء تلقيهم المساعدات، بدعم ومساندة من القوات الأميركية المتواجدة هناك، ويطالب بتوزيع المساعدات عبر مؤسسات الأمم المتحدة والأونروا وغيرها، معتبراً أن المساعدات التي تُقدَّم اليوم إهانة للشعب الفلسطيني الذي يحتاج إلى أبسط الأمور الغذائية والطبية.
وينبّه إلى أن هذا الموضوع بالتحديد أولوية بالنسبة إلى حركة حماس خلال المفاوضات، لذلك الآمال معقودة اليوم على إنجاز الاتفاق وإنهاء العدوان في أقرب وقت.
ويعتقد أنه إذا ردّت إسرائيل على الورقة، فإنه من المتوقع أن بداية الأسبوع القادم ستشهد على أن يكون الاتفاق قيد التنفيذ، لذلك فالأنظار اليوم متجهة إلى الرد الإسرائيلي.