قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن ما يتعرّض له الفلسطينيون في قطاع غزة من حصار وتجويع وحرمان من أبسط مقومات الحياة هو "جريمة لا يمكن السكوت عنها"، داعيًا إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وإلى تحرّك دولي عاجل لوقف ما وصفه بـ"الإبادة الجماعية".
وفي كلمة متلفزة وُجّهت إلى الفلسطينيين في غزة مساء اليوم الخميس عبر تلفزيون فلسطين، وصف عباس الوضع الإنساني في القطاع بأنه "أكبر كارثة إنسانية في هذا الزمان"، منتقدًا "تحركات دولية لم تتمكن من ردع إسرائيل"، ومتسائلًا: "كيف يمكن للعالم أن يتخلى عن إنسانيته؟".
واعتبر أن مشاهد "التجويع والقتل أمام مراكز المساعدات" تمثل "وصمة عار في جبين المجتمع الدولي"، محمّلاً إسرائيل المسؤولية الكاملة عنها، ومؤكدًا أنها ترقى إلى "جرائم حرب".
ودعا الرئيس الفلسطيني إلى إدخال المواد الغذائية والطبية فورًا إلى القطاع، وإلى الإفراج عن أموال الضرائب المحتجزة لدى الحكومة الإسرائيلية. كما ناشد الرئيس الأميركي دونالد ترامب التدخّل للسماح لمنظمات الأمم المتحدة بإيصال المساعدات الإنسانية، وطالب المجتمع الدولي بإيجاد آليات فورية لإدخال مئات آلاف الأطنان من المساعدات الموجودة في محيط القطاع.
وجدد عباس رفضه لجميع أشكال التهجير، مطالبًا بالانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة، وتمكين دولة فلسطين من تحمل مسؤولياتها في إعادة إعمار القطاع، وإعادة الأهالي إلى منازلهم، وفرض سيادة القانون بمساعدة عربية ودولية.
وعلى مستوى الضفة الغربية، اعتبر عباس أن محاولات فرض السيادة الإسرائيلية على المناطق الاستيطانية تمثّل "تصعيدًا خطيرًا وتقويضًا لحقوق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة"، داعيًا المجتمع الدولي إلى الاعتراف بدولة فلسطين ورفض هذه الانتهاكات.
وختم الرئيس كلمته بدعوة الشعب الفلسطيني إلى الوحدة والتلاحم، والتشبث بمنظمة التحرير الفلسطينية، من أجل إفشال جميع محاولات التهجير والتصفية، قائلاً: "إن دولة فلسطين المستقلة وذات السيادة سيتم تجسيدها على أرض فلسطين بفضل الوحدة والثبات والتمسك بالحقوق الشرعية".