قال وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، يوم الخميس، إن "لا وجود للجوع في غزة"، مؤكداً أن حكومته "تتسابق لمحو غزة"، في تصريحات أثارت موجة إدانة واسعة داخل إسرائيل، ووُصفت بأنها "كارثة دبلوماسية".
وفي مقابلة مع إذاعة "كول برما"، قال إلياهو: "أيها الأصدقاء، لا يوجد جوع في غزة. نعم، نحن نقتلهم، وسنقتل الوحوش، وسنقتل كل من يهددنا".
وأضاف، "في كل مرة يعرضون عليكم صورًا لأطفال جائعين، انظروا بجانبهم، هناك رجل سمين يأكل جيدًا ويوزّع الطعام. هذه حملة مدبّرة. لسنا مسؤولين عنهم، هم مَن يجب أن يهتم بذلك. الشاحنات تدخل يوميًا، عمّ تتحدثون؟".
وعندما سُئل عن صور الأطفال المتضررين من غزة، أجاب: "لا تُطعم أي دولة أعداءها. لم يُطعم البريطانيون النازيين، ولا الأميركيون اليابانيين، ولا الروس الأوكرانيين. هذا الخطاب برمّته جنون. لقد فقدنا أعصابنا تمامًا".
وذهب الوزير أبعد من ذلك بقوله إن "غزة كلها ستكون يهودية، ولن تكون هناك مستوطنة مغلقة، بل سيُعاد بناؤها كاملة".
في المقابل، سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى التبرؤ من تصريحات إلياهو، وقال عبر منصة "إكس": "الوزير إلياهو لا يمثّل الحكومة التي أقودها، وهو ليس عضوًا في المجلس الوزاري الأمني المصغر الذي يحدّد مسار الحرب. آراؤه تعبّر عنه فقط. لقد عارض اتفاق الرهائن واستقال، وسياسة الحكومة واضحة وموحّدة، وتصريحاته لا تعكسها".
وأدان سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، يحيئيل لايتر، بدوره تصريحات إلياهو، واعتبرها "خاطئة وسخيفة ولا تمثّل لا الحكومة ولا الشعب الإسرائيلي"، مشددًا على أن "إسرائيل، رغم التحديات الهائلة، ملتزمة بإدخال المساعدات إلى السكان غير المقاتلين في غزة، وتعمل على إيصالها من دون المرور بحماس".
وفي السياق نفسه، دقّت وكالات الإغاثة الدولية ناقوس الخطر مرارًا بشأن أزمة الجوع المتفاقمة في قطاع غزة، مؤكدة أن المساعدات عالقة عند المعابر، فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة أن 900,000 طفل يعانون من الجوع، و70,000 منهم يعانون من سوء التغذية.
وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية قد حذّر في وقت سابق من "مجاعة جماعية من صنع الإنسان" تضرب غزة، بفعل الحصار المشدد.
زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد وصف تصريحات إلياهو بأنها "كارثة دبلوماسية عامة"، وقال: "لن تُقنع إسرائيل العالم بعدالة حربها طالما تقودها حكومة أقلية متطرفة بوزراء يروّجون للدم والموت".
وأضاف لابيد، "الجنود لا يقاتلون من أجل إبادة مدنيين، بل من أجل استعادة الرهائن وضمان أمن إسرائيل".
الـــمــــزيــــــــــد
