شدّد القائد العام للجيش الإيراني، اللواء أمير حاتمي، اليوم الجمعة، على أن القوات المسلحة الإيرانية باتت "أكثر جاهزية من أي وقت مضى"، في رسالة واضحة للردع، تأتي بعد أسابيع من التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، ومقتل كبار القادة الإيرانيين في هجوم مفاجئ.
وقال حاتمي، في تصريحات نقلتها وكالة "إرنا" خلال مراسم أربعينية رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الراحل محمد باقري، إن "قواتنا المسلحة، بفضل الله، اليوم أكثر استعدادًا من أي وقت مضى، وسيأخذ العدو هذه القضية بنظر الاعتبار جدياً بالتأكيد".
ووصف حاتمي القائد الراحل باقري بأنه "مدير، ومفكر، ومبدع، ترك بصمة خالدة في بنية القوات المسلحة، بما فيها الجيش والحرس الثوري"، مؤكداً أن إنجازاته في تعزيز القدرات الدفاعية "ستظل محفورة في الذاكرة".
وكانت إسرائيل قد شنّت في 13 حزيران الماضي، عملية عسكرية مفاجئة تحت اسم "الأسد الصاعد"، استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية حساسة داخل إيران، أبرزها منشأة نطنز، مركز تخصيب اليورانيوم الرئيسي. وأسفرت الضربات عن مقتل عدد من كبار القادة والمسؤولين، بينهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس الأركان محمد باقري، وقائد القوات الجوية والفضائية في الحرس الثوري أمير علي حاجي زاده.
وردّت إيران سريعًا في عملية أطلقت عليها اسم "الوعد الصادق 3"، من خلال سلسلة ضربات صاروخية طالت مواقع عسكرية إسرائيلية، مؤكدة أن الرد سيستمر "طالما اقتضت الضرورة"، فيما أعلنت إسرائيل أنها استهدفت البرنامج النووي الإيراني بسبب اقتراب طهران من "نقطة اللاعودة" على طريق امتلاك السلاح النووي، وهو ما تنفيه طهران جملةً وتفصيلاً، وتؤكد أن أنشطتها النووية لأغراض سلمية.
كما نفّذت الولايات المتحدة في 22 حزيران ضربات جوية استهدفت منشآت في نطنز وفوردو وأصفهان، وقالت إنها تهدف إلى "تدمير أو إضعاف البرنامج النووي الإيراني بشكل حاسم". وبعد أيام، ردّ الحرس الثوري الإيراني بإطلاق صواريخ على قاعدة "العديد" الأميركية في قطر، في خطوة عكست حجم التصعيد الإقليمي.
وفي ضوء هذه التطورات، يُنظر إلى تصريحات اللواء حاتمي كمؤشر على استمرار التأهب العسكري الإيراني، وتوجيه رسالة مزدوجة لإسرائيل والولايات المتحدة معًا، مفادها أن طهران "استعادت توازنها وتستعد للأسوأ".