ووفق آخر المستجدات، تؤكد مصادر محلية أن الحريق اندلع في منطقة لا تصل إليها الطرقات نهائيًا داخل وادي جهنم، حيث لا يمكن الوصول إلى العمق إلا عبر الطيران المروحي، ما يُصعّب مهمة الإخماد بشكل كبير.
وقد شكّل الضباب الكثيف الذي لفّ المنطقة عصر أمس عائقًا كبيرًا أمام تحليق الطوافات، بينما ساهمت الرياح الجافة التي ضربت الجبال ليلًا في تمدّد رقعة الحريق باتجاه "جوردة القردة"، وسرّعت من امتداده نظرًا لوجود الأعشاب اليابسة.
يُشارك في عمليات إخماد الحريق عناصر وآليات من الدفاع المدني، واتحاد بلديات جرد القيطع، حيث يعملون على تأمين المياه للطوافات من البرك الاصطناعية. كما يُسهم شباب منطقة الهرمل وعكار وجمعية "درب عكار" في الجهود الرامية لاحتواء النيران ومنع تمدّدها.
ونظرًا لامتداد وادي جهنم باتجاه الهرمل، وعدم إمكانية وصول خراطيم الإطفاء إلى مسافة 8 كيلومترات، سارعت فرق الدفاع المدني والمشاركون في الإخماد إلى اتخاذ خطوات استباقية من جهة الهرمل، متمركزة عند تخوم المنطقة لإخماد أي نيران قد تمتد من الجبل أو الوادي.
ويعمل الجميع على مراقبة اتجاه النيران ومحاولة تطويقها بالكامل، أملًا في إخمادها في أقرب فرصة. وتتوقع المصادر أن يتمكن الجيش، بمساندة الدفاع المدني والهيئات المحلية، من وضع حدٍّ للنيران خلال الساعات القادمة.
وتشدّد المصادر على أن الأمور أصبحت "تحت السيطرة إلى حدّ ما"، ومن الممكن الانتهاء من الإخماد والتبريد قبل نهاية اليوم. ومع ذلك، تأسف لأن المساحات التي طالتها النيران كبيرة جدًا، وقد لحقت أضرار جسيمة بالأشجار المعمّرة من أنواع الأرز والشوح الكيليكي، إضافة إلى القضاء على موائل الطيور والحيوانات البرية في المنطقة.
ولا تُخفي المصادر احتمال أن يكون الحريق مفتعلًا أو ناجمًا عن استهتار بعض الأفراد وعدم الانتباه إلى ممارسات يمكن أن تؤدي لاشتعال النيران، خاصة في منطقة معروفة بتضاريسها الوعرة، حيث تُسهم صعوبة الوصول في تمدّد النيران بشكل تلقائي وسريع.