أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب صلاة الجمعة في مقر المجلس على طريق المطار، وألقى خطبة مطولة تناول فيها الأوضاع الإقليمية والداخلية، مشددًا على "ضرورة وحدة الصف اللبناني خلف الموقف الرسمي في مواجهة الضغوط الأميركية والإسرائيلية".
وفي بداية الخطبة، دعا الخطيب إلى "العودة إلى نهج التقوى والعمل بالحق ونصرة المظلومين"، مستندًا إلى وصايا الإمام علي عليه السلام ومواقف النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم التي شددت على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى نصرة فلسطين والوقوف إلى جانب المجاهدين.
وذكّر الخطيب بحديث النبي الذي يحذّر فيه من ضعف الأمة وتداعي الأعداء عليها، قائلاً: "أليس ما نراه اليوم من أحوال المسلمين المزرية تجسيدًا دقيقًا لهذا الحديث الشريف؟ حيث نُزعت عنهم البركات وسلّط بعضهم على بعض وافتقدوا النصير في الأرض والسماء".
وانتقد الخطيب بشدّة "من يتخذ من المسلمين الشيعة عدواً، ويبرر التحالف مع إسرائيل على قاعدة العداء المشترك"، معتبرًا أن "الفلسطينيين يُعاقبون لأنهم رفضوا الاستسلام، ورفضوا تحويل أرضهم إلى مشاريع استثمارية تابعة للرئيس الأميركي".
ورأى أن "الترويج لمعادلة عدو مشترك مزيّف، هدفه دفع شعوب المنطقة إلى أحضان إسرائيل عبر تخويفهم من المقاومة"، مشيرًا إلى أن "هذه الخدعة باتت مكشوفة، لكنها ما تزال تتكرر على حساب دماء الفلسطينيين".
وفي الشأن اللبناني، حيّا الخطيب "تماسك الموقف الرسمي اللبناني بمواجهة التهديدات الأميركية، ومحاولات الضغط على الدولة اللبنانية للالتحاق بمسار التطبيع والاستسلام"، مشيرًا إلى أن "محاولات واشنطن التخلّي عن تطبيق القرار الأممي واستفزاز لبنان بتهديدات عسكرية وسياسية لم تنجح بفضل صمود اللبنانيين".
وشدد الخطيب على أن "الرد على هذه التهديدات يكون بوحدة الموقف الداخلي، ومنع العدو من تحقيق مكاسب سياسية عجز عن نيلها في الميدان"، داعيًا اللبنانيين إلى "تفادي ارتدادات الأحداث السورية على الداخل اللبناني، والعمل على محاصرة آثارها السلبية بما يصون العلاقات بين المكوّنات اللبنانية والسورية".
وختم بالدعاء لفلسطين، قائلًا: "حمى الله بلادنا جميعاً من هذا الحريق الملتهب، وأطفأ ناره القاتلة، وحمى الله غزة وأهلها وأنزل عليهم الصبر والرحمة والبصيرة والوعي".