كشف موقع "أكسيوس" الإخباري، نقلًا عن مصادر مطلعة، أن فريق الرئيس الأميركي دونالد ترامب للأمن القومي بدأ بإعادة النظر في استراتيجيته تجاه قطاع غزة، وذلك عقب انسحاب الوفدين الأميركي والإسرائيلي من العاصمة القطرية الدوحة، حيث كانت تُجرى مفاوضات التهدئة.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية، نقلًا عن مصادر، أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أبلغ عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة بأن "الوقت حان لدراسة نهج أكثر شمولًا، وطرح خيارات جديدة لإنهاء الحرب". وأشار "أكسيوس" إلى أن روبيو بدا محبطًا خلال لقائه مع العائلات، وذلك بعد فشل الجولة الأخيرة من المحادثات.
في السياق نفسه، دعت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين إلى تظاهرة في تل أبيب اليوم، للمطالبة بإتمام صفقة تبادل وإعادة المحتجزين، ووجّهت دعوة للرئيس ترامب لحثّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو –المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة– على التوصّل إلى "اتفاق شامل". وخلال مؤتمر صحافي، قالت الهيئة: "آن الأوان لاتفاق شامل لإعادة الرهائن من غزة. نقول للحكومة الأميركية إن أبناءنا ينفد منهم الوقت، ونتنياهو يتاجر بقضيتهم. لقد سئمنا الحرب ونريد عودة المخطوفين وإنهاء القتال".
في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية القطرية أن الوساطة التي تقودها الدوحة بالتعاون مع القاهرة لا تزال مستمرة بهدف التوصل إلى اتفاق يضع حدًا للحرب. وأكدت في بيان أن المفاوضات لم تنهَر، وأن تعليقها لعقد مشاورات يُعد أمرًا طبيعيًا في سياق مفاوضات بهذه التعقيد. وأضاف البيان أن قطر ومصر، بالشراكة مع الولايات المتحدة، ملتزمتان باستكمال جهود الوساطة حتى التوصّل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في القطاع.
كما نقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مصدر مطلع أن الوساطات لا تزال قائمة، والاتصالات مستمرة مع كل من إسرائيل وحركة حماس. وأكد مسؤول إسرائيلي كبير للشبكة أن المحادثات لم تنهَر، وأن هناك فرصة واقعية لاستئنافها، مشيرًا إلى أن إسرائيل تأمل أن "تربط حماس نفسها بالواقع" لتجاوز ما تبقى من فجوات.
وأوضح المسؤول الإسرائيلي أن تل أبيب لا تستطيع القبول بمطلب حماس المتعلق بعدد الأسرى الفلسطينيين المطلوب الإفراج عنهم مقابل الرهائن الإسرائيليين، وأن إسرائيل على استعداد لإرسال وفد جديد إلى الدوحة في حال قدّمت حماس تنازلات في هذا الشأن.
من جانبه، نقل "أكسيوس" عن مسؤول إسرائيلي رفيع أن البدائل المتاحة لاستعادة الرهائن لا تزال غير واضحة، لكنه اعتبر أن "خلق أزمة لكسر الجمود بات ضروريًا"، دون أن يكون من مصلحة إسرائيل انهيار المفاوضات بالكامل.
في السياق نفسه، صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب من حديقة البيت الأبيض أن حركة حماس "لا تريد التوصّل إلى اتفاق"، مضيفًا أن "الحل يقتضي قتالًا وقضاءً على الحركة". وقال إن انسحاب إدارته من مفاوضات غزة "أمر مؤسف"، متهمًا حماس برفض الحلول لأنها "تعرف ما ينتظرها بعد استعادة الرهائن".
بدوره، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تبحث مع الولايات المتحدة خيارات بديلة لإعادة الأسرى وإنهاء حكم حماس في غزة، وضمان ما وصفه بـ"السلام الدائم لإسرائيل والمنطقة".