تصاعدت المخاوف في أوساط الجالية المسلمة في الولايات المتحدة، بعد سلسلة من أعمال التخريب التي طالت عددًا من المساجد في ولايتي تكساس وكاليفورنيا، وسط مناخ مشحون بالتوتر السياسي والديني، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة.
وأفاد مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (CAIR) أن رسومًا وكتابات أُلحقت بجدران ثلاثة مساجد في أوستن، بينها مسجد نويثيس، حيث أظهرت كاميرات المراقبة شخصًا مقنّع الوجه وهو يرسم نجمة داود على الممتلكات. وفي حادثة منفصلة، تمّ تسجيل كتابات مشابهة على جدران المركز الإسلامي في جنوب كاليفورنيا.
وقالت راوند عبد الغني، عضو مجلس إدارة مسجد نويثيس، إنّ "الإسلاموفوبيا تصاعدت منذ تشرين الأول 2023، إلى جانب الخطاب المعادي للفلسطينيين والمهاجرين، ما ساهم في تزايد هذه الاعتداءات".
وفي السياق نفسه، وصف المتحدث باسم المركز الإسلامي في لوس أنجلوس، عمر ريتشي، وهو أيضًا ضابط احتياطي في شرطة المدينة، تلك الأفعال بأنها "هجوم واضح في ضوء ما يحدث في فلسطين والإبادة في غزة".
ورغم أن شرطة لوس أنجلوس فتحت تحقيقًا في الحادثة، مؤكدة أنها تنظر فيها كجريمة كراهية، فإنها لم تحدد حتى الآن أي مشتبه به أو دافع مباشر، مشيرة إلى أن مواقع غير دينية استُهدفت أيضًا.
من جهته، أكد إدوارد أحمد ميتشل، نائب المدير الوطني لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية، أن "العامين الماضيين كانا من الأصعب على المسلمين الأميركيين"، مشيرًا إلى تأثير الصور القادمة من غزة، وتزايد الخطاب المتطرف.
وأوضح أن المجلس تلقى خلال عام 2024 أكثر من 8600 شكوى متعلقة بالتمييز والحقوق المدنية، في أعلى رقم يُسجل منذ بدء إصدار التقارير السنوية عام 1996، مشيرًا إلى أن التمييز في العمل تصدّر تلك الشكاوى.
ودعا المجلس إلى تعزيز الإجراءات الأمنية حول دور العبادة، وزيادة الوعي بخطورة تصاعد جرائم الكراهية، محذرًا من "نمط مقلق" قد يتحوّل إلى تهديد مباشر للجاليات المسلمة.