ويقول سكاف: "لا نعلم ما إذا كانت إسرائيل تتحضّر لضربة عسكرية كبيرة في لبنان، لكن المؤشرات تدلّ على أننا دخلنا مرحلة حسّاسة تُدار بالكامل وفق منطق الأمن الإسرائيلي، وهذا بحد ذاته تطوّر خطير، إذ أصبح بمقدور إسرائيل أن تنفّذ ما تريد، في التوقيت الذي تختاره، من دون وجود توازنات دولية كالسابق".
ويتابع: "نحن في زمن شرق أوسط جديد، تغيب عنه روسيا كقوة فاعلة، وتسيطر عليه الولايات المتحدة بالكامل، ما يعطي إسرائيل هامشًا واسعًا للتحرّك وفرض الوقائع على الأرض، وهذا ما وصلنا إليه".
ويُذكّر سكاف بما جرى مؤخرًا في إيران، حيث "تلقّى البرنامج النووي الإيراني ضربة قاسية، ورغم أنه لم يُدمّر بالكامل، إلا أن الاستعدادات التقنية لمتابعة التخصيب تضررت بشكل كبير، وقد تحتاج طهران لسنوات لترميم قدراتها في هذا المجال".
وفي ما يتعلّق بجبهة غزة، يرى أن "التجويع والقتل والتدمير مستمر، فيما في لبنان، ورغم سريان القرار 1701، فإن الجانب الإسرائيلي لا يمكن أن يقبل بوجود سلاح لحزب الله شمال الليطاني، في المقابل، يملك حزب الله القدرة على التذاكي على هذا القرار".
ويُضيف: "لا أعتقد أن إسرائيل تملك القدرة على فتح فاتورة جديدة، لا سيما أن فاتورة 7 أكتوبر حتى اليوم كانت باهظة، قتلى وجرحى وخسائر اقتصادية هائلة، لكنها بالمقابل لن تغلق هذه الفاتورة إلا عندما تتأكد تمامًا من أن التهديد انتهى بشكل نهائي، وطالما أن في لبنان خطرًا ولو بنسبة 1% من أن حزب الله قد ينفذ هجومًا، فإن الوضع لن يهدأ".
ويختم سكاف بتأكيده أن "الرهان على التهدئة في ظل هذه الظروف هو رهان خاطئ، لأن الحرب لم تنتهِ حتى تبدأ من جديد، نحن عمليًا في حالة حرب مستمرة، وإن كنّا لا نملك توقيت الجولة المقبلة، فهي حتمية في ظل المعادلات الحالية".
الـــمــــزيــــــــــد
