في سياق الجهود السياسية الرامية إلى احتواء تداعيات أحداث السويداء وتبريد الأجواء التي انعكست توتراً في بعض المناطق اللبنانية، زار مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، الرئيس السابق للحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط في كليمنصو، بمشاركة رئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" طلال أرسلان وعدد من مفتي المناطق اللبنانية.
وأكد المفتي دريان بعد اللقاء أنّ "الاجتماع كان ودياً وتشاورياً وسيبقى مستمراً إن شاء الله"، وأضاف: "الله يديم الوفاق بيننا وبين وليد بك على الدوام". وقد صدر بيان مشترك عن المجتمعين أكد على رفض أي محاولات لإثارة الفتنة، واعتبروا أنّ ما تشهده محافظة السويداء من اقتتال داخلي مدان ومرفوض، معربين عن أسفهم لاستشهاد عدد من المدنيين في هذه الأحداث الأليمة.
وبحسب مصادر المجتمعين لـ"الأخبار"، فإنّ اللقاء شدّد على ضرورة تثبيت وحدة الموقف الإسلامي، ورفض الفتنة السنّية – الدرزية، والوقوف سداً منيعاً بوجهها، مع التأكيد على أهمية الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء، والبدء بالتحضير لمصالحة وطنية شاملة تشكّل حصناً في مواجهة مشاريع التفتيت التي تقف خلفها "إسرائيل"، وفق تعبيرهم.
كما ركّز اللقاء على ضرورة منع انتقال تداعيات ما يحصل في سوريا إلى الداخل اللبناني، والعمل على أن تُسهم المصالحة السورية في استقرار المنطقة، وجرى التوافق على تكثيف اللقاءات والاتصالات لعزل أي أصوات أو تحرّكات من شأنها إثارة التوتر في بعض المناطق اللبنانية.
وشدد البيان المشترك على الوحدة الوطنية والإسلامية، وضرورة مواجهة كل من يريد الشر بلبنان وسوريا الشقيقة، ودعوا القوى اللبنانية كافة إلى تحصين البلاد، وتعزيز دور الدولة ومؤسساتها في حماية جميع المواطنين، والوقوف صفاً واحداً في وجه العدوان الصهيوني الذي يستهدف لبنان وسوريا وسائر الدول العربية، خدمةً لمشاريع تقسيمية لا تخدم إلا أعداء الأمة.
وأبدى المجتمعون ارتياحهم للمواقف الوطنية الصادرة عن مختلف الأطراف اللبنانية، والتي أكدت الحرص على وحدة الشعب السوري ودرء الفتنة، تماماً كما عبّرت عن حرصها على وحدة لبنان واستقراره. كما جددوا التمسك بسيادة لبنان، وحرّيته، وعروبته، واستقلاله، وبتعاونه مع الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة التي تحترم لبنان وشعبه ودوره الحضاري في المنطقة.
الـــمــــزيــــــــــد
