في تصريحات لافتة، أدلى بها وزير الخارجية الإسرائيلي خلال مؤتمر صحافي عقده اليوم، شدد على أن "لن تجبرنا أي قوة خارجية على التضحية بأمننا القومي"، معتبرًا أن الضغوط الدولية التي تُمارس على إسرائيل منذ بدء الحرب في غزة ساهمت في تقوية موقف حماس سياسيًا وميدانيًا، وفق تعبيره.
ورأى الوزير أن "بقاء حماس في السلطة يُعد مأساة مزدوجة للإسرائيليين والفلسطينيين"، متهمًا الحركة بأنها "المسؤولة الأساسية عن معاناة سكان قطاع غزة"، مضيفًا: "من يتباكون على الوضع الإنساني عليهم أن يسألوا أنفسهم من يمنع توزيع المساعدات؟".
وبينما رفض الوزير الإسرائيلي الربط بين الانتقادات الغربية وسلوك الجيش الإسرائيلي في غزة، قال إن "هناك من يحاول فرض حل الدولتين على إسرائيل تحت ضغط الحرب، وهذا أمر لن نقبل به، خصوصًا إذا كان الثمن قيام دولة تحكمها حماس".
وأكد أن حكومته "لن تقبل بأي صيغة دبلوماسية تُمكّن حماس من البقاء في السلطة أو إعطائها شرعية من خلال حل سياسي"، معتبراً أن "تعنّت الحركة في المفاوضات ورفضها شروط إطلاق سراح الرهائن سيؤدي حتمًا إلى تصعيد عسكري إضافي".
وفي سياق الحديث عن الوضع الإنساني، قال: "الأوضاع في غزة صعبة بلا شك، لكن الادعاءات حول وجود تجويع ممنهج ليست سوى حملة أكاذيب تقودها حماس لتشويه صورة إسرائيل"، مشددًا على أن حكومته "منفتحة على التعاون مع أي جهة ترغب بالمشاركة في عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات داخل غزة".
وأضاف، "سنتعاون مع أي طرف دولي يهدف إلى إيصال الإغاثة للسكان، لكننا لن نسمح لحماس باستخدام تلك المساعدات لأغراضها العسكرية"، مؤكدًا أن إسرائيل تراقب عن كثب كيفية توزيع الإمدادات الإنسانية.
واختتم ساعر تصريحه بالتأكيد على أهمية العلاقة مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن "إسرائيل لن تسمح بحدوث أي تصدّع في علاقتها مع واشنطن، مهما كانت الضغوط أو الخلافات"، في إشارة واضحة إلى التوتر الذي شهدته العلاقة بين البلدين في الأشهر الماضية حول إدارة الحرب في غزة وملف الرهائن.
وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، فيما تواصل إسرائيل عملياتها في عدة مناطق من القطاع، بالتوازي مع محاولات وساطة تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر، دون تحقيق اختراق جوهري حتى الآن في ملف المفاوضات مع حماس.