أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن حكومته تواصل جهودها لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، رغم ما وصفه بـ"الرفض المتواصل" من جانب الحركة للتوصّل إلى اتفاق. وفي رسالة مصوّرة وجّهها اليوم إلى عائلات الأسرى، قال نتنياهو: "أجريت مشاورات إضافية بشأن ملف الرهائن، كما عقدنا جلسات مكثّفة خلال الأيام الماضية منذ عودة الوفد الإسرائيلي من قطر... نحن لا نتوقف عن المحاولة".
وأشار نتنياهو إلى أنّ العقبة الرئيسية أمام أيّ تقدّم تبقى حماس، التي تواصل – بحسب تعبيره – عرقلة المسار التفاوضي. وأضاف: "الجميع بات يدرك هذه الحقيقة، بمن فيهم أولئك الذين كانوا مخدوعين سابقًا"، مؤكداً في الوقت نفسه التزام حكومته بمواصلة العمل بكافة الوسائل الممكنة من أجل إعادة الرهائن، قائلاً: "لن نتراجع".
وتأتي تصريحات نتنياهو في ظل التدهور الإنساني المتصاعد في قطاع غزة واستمرار حالة الجمود في مفاوضات التهدئة غير المباشرة. وفي المقابل، شدّد رئيس حركة حماس في غزة خليل الحية، في كلمة مسجّلة، على أن استمرار المفاوضات لم يعد ممكنًا في ظل ما وصفه بـ"الحصار والإبادة وتجويع المدنيين"، مشيراً إلى أن إدخال الغذاء والدواء بشكل فوري وكريم هو المؤشّر الوحيد على صدقية المساعي السياسية.
وأضاف الحية أن "لا معنى لمفاوضات تُدار تحت نار القصف ومشاهد المجاعة"، محذراً من أن حماس لن تقبل أن تكون معاناة الشعب الفلسطيني أداة للمناورة أو وسيلة لتحقيق مكاسب سياسية إسرائيلية.
ويأتي هذا التراشق الإعلامي في وقت تُواجه فيه المفاوضات انتقادات متبادلة من الطرفين، وسط ضغوط إقليمية ودولية لتسريع التوصّل إلى اتفاق يوقف النزيف الإنساني ويفتح الباب أمام انفراج سياسي، لا يبدو وشيكاً في ظل هذا الانسداد.