ضرب زلزال قوي، صباح اليوم الأربعاء، سواحل إقليم كامتشاتكا في أقصى شرق روسيا، بلغت قوته 8.8 درجات على مقياس ريختر، وهو الزلزال الأقوى الذي يتم تسجيله في المنطقة منذ بدء عمليات المراقبة الزلزالية، وفق ما أعلنه رئيس مختبر تسونامي في معهد علوم المحيطات التابع لأكاديمية العلوم الروسية، إيغور مدفيديف.
وقال مدفيديف في تصريحات صحافية إن الزلزال العنيف تسبب في حدوث تسونامي ضرب مناطق واسعة من الساحل الشرقي لكامتشاتكا ومقاطعة سخالين، مضيفًا أن التقديرات الأولية تشير إلى أن ارتفاع الموجات تراوح بين 10 و15 متراً في بعض المناطق.
وبحسب نتائج النمذجة العددية التي أجراها فريق المعهد، تم رصد أعنف الموجات قرب البؤرة الزلزالية، تحديداً على الساحل الجنوبي الشرقي لكامتشاتكا وجزر الكوريل الشمالية. ونقل مدفيديف عن شهود عيان أن أمواج التسونامي تجاوزت ستة أمتار قرب مدينة سيفيرو كوريلسك، التي شهدت أيضًا فيضانات واسعة دفعت السلطات المحلية إلى إعلان حالة الطوارئ.
وأشارت دائرة الأرصاد الجوية الروسية إلى تسجيل موجات بارتفاع 4 أمتار عند الخط الساحلي، فيما أطلقت مراكز التحذير من التسونامي في كل من بتروبافلوفسك كامتشاتسكي ويوجنو ساخالينسك إنذارات فورية طالبت فيها بإخلاء المناطق الساحلية المعرضة للخطر.
وفي السياق، أعلنت وزارة الصحة في إقليم كامتشاتكا عن وقوع عدد من الإصابات نتيجة الهزات الأرضية، مؤكدةً عدم تسجيل أي حالات حرجة حتى الآن، فيما تتواصل عمليات الإغاثة والإجلاء تحسّبًا لهزات ارتدادية قد تصل قوتها إلى 7.5 درجات خلال الأيام والأسابيع المقبلة.
وامتد تأثير التحذيرات إلى مناطق واسعة من شمال المحيط الهادئ، حيث أصدرت الجهات المختصة في كل من اليابان والولايات المتحدة (ولايات ألاسكا وكاليفورنيا وأوريغون) تنبيهات من احتمال حدوث تسونامي، داعية السكان إلى الترقب واتخاذ إجراءات الحيطة.
وتُعد منطقة كامتشاتكا جزءًا من "حزام النار" في المحيط الهادئ، المعروف بنشاطه الزلزالي والبركاني الشديد، حيث تقع المنطقة فوق التقاء الصفائح التكتونية النشطة، ما يجعلها من أكثر مناطق العالم عرضة للهزات الأرضية والتسونامي.