أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، اليوم الأربعاء، أن فرنسا و14 دولة أخرى وجّهت نداءً مشتركاً إلى المجتمع الدولي، دعت فيه الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى القيام بذلك، في سياق تحرك دبلوماسي متنامٍ لدعم حل الدولتين وإنهاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.
وقال بارو، في منشور على منصة "إكس"، إن فرنسا وبمشاركة 14 دولة بينها كندا، أستراليا، إسبانيا، أيرلندا، النرويج، مالطا، نيوزيلندا، وفنلندا، عبّرت عن عزمها الاعتراف بدولة فلسطين، ودعت الدول الأخرى إلى الانضمام لهذه المبادرة، في ما وصفه بـ"نداء نيويورك"، الصادر في ختام مؤتمر وزاري انعقد في الأمم المتحدة حول حل الدولتين.
ويأتي هذا التحرّك بعد أقل من أسبوع على إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عزمه الاعتراف بالدولة الفلسطينية رسميًا خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول المقبل. كما تبنّى الموقف نفسه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي أعلن أن حكومته ستعترف بفلسطين "في حال لم تبادر إسرائيل إلى تغيير سياساتها تجاه غزة".
ويشير "إعلان نيويورك"، الذي أُطلق عقب المؤتمر، إلى خطة تدريجية لإنهاء الصراع المستمر منذ قرابة 8 عقود، تبدأ بوقف إطلاق النار، وتنتهي بقيام دولة فلسطينية مستقلة منزوعة السلاح تعيش بسلام إلى جانب إسرائيل، وتُدمج تدريجيًا في الإقليم.
وينص الإعلان على ضرورة إنهاء حكم حركة حماس في غزة وتسليم سلاحها إلى السلطة الفلسطينية، وعلى تشكيل لجنة إدارية انتقالية تحت مظلة السلطة فور وقف الحرب. كما أدان البيان الختامي هجمات حماس في 7 تشرين الأول 2023، وندد في الوقت نفسه بـ"استمرار القصف الإسرائيلي على المدنيين في قطاع غزة".
وقد شهد المؤتمر مشاركة ممثلين عن 125 دولة، فيما قاطعت إسرائيل والولايات المتحدة أعماله. وقال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون إن المؤتمر "يُكافئ الإرهابيين"، فيما وصفته واشنطن بأنه "غير مثمر وفي توقيت خاطئ"، مجددة رفضها لأي خطوة "أحادية الجانب" بشأن الدولة الفلسطينية.
من جهته، انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب مبادرة ماكرون وستارمر، وقال للصحافيين لدى عودته من اسكتلندا: "الاعتراف بدولة فلسطينية الآن يُعدّ مكافأة لحماس. نحن نركّز على خطوات ملموسة مثل توزيع الغذاء، وهذا ما تحدثت به مع نتنياهو قبل يومين". وأضاف: "ما يقوله ماكرون لا يُهم".
وفي المقابل، أكّد ترامب أن واشنطن تعمل بالتنسيق مع إسرائيل على تنظيم مراكز لتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة، قائلاً: "نعتقد أن إسرائيل قادرة على إدارة هذا الملف بشكل جيد".
وفي سياق متصل، أعلن رئيس وزراء مالطا، روبرت أبيلا، أن بلاده ستعترف رسمياً بدولة فلسطين خلال اجتماع الجمعية العامة في أيلول المقبل، وقال: "هذا الموقف يعبّر عن التزامنا بالسلام الدائم في الشرق الأوسط"، وهو إعلان جاء بعد اعترافات مماثلة من إسبانيا وأيرلندا والنرويج في أيار الماضي.
الـــمــــزيــــــــــد
