استؤنفت حركة الطيران في لندن تدريجيًا بعد إغلاق شامل للمجال الجوي، نتيجة عطل تقني أثر على نظام الرادار الوطني، وأعلنت هيئة المراقبة الجوية البريطانية (Nats) أن العطل تم إصلاحه بالكامل، فيما بدأت العمليات تعود تدريجيًا إلى طبيعتها بالتنسيق مع شركات الطيران والمطارات البريطانية.
وأوضحت Nats، المسؤولة عن إدارة حركة الطيران في المملكة المتحدة، أن العطل المفاجئ أصاب مركز التحكم الجوي في سوانويك وتسبب في شلل تام لحركة الطيران فوق لندن منذ الساعة 14:39 بتوقيت غرينتش. وقال المتحدث باسم الهيئة إن الفريق الفني تمكن من استعادة وظائف النظام، وبدأ العمل على إعادة تشغيل الرحلات وفق خطة مدروسة تضع في الاعتبار الأولويات التشغيلية والأمنية، لتفادي أي ازدحام أو مخاطر على السلامة الجوية.
وتسبب الانقطاع في حالة من الفوضى في شبكة النقل الجوي، إذ ألغيت مئات الرحلات أو أُخرجت من جدول التشغيل، وتأثر أكثر من 10 آلاف مسافر، خصوصًا في مطارات غاتويك، هيثرو، ستانستد، إضافة إلى مطارات أخرى في إنجلترا وويلز. وذكرت إدارة مطار غاتويك أن الرحلات المغادرة توقفت بالكامل حتى صدور إعلان إصلاح العطل، بينما استمرت بعض الرحلات الوافدة في الهبوط بشكل محدود.
ودعت السلطات المسافرين إلى مراجعة شركات الطيران الخاصة بهم لتحديثات حول مواعيد رحلاتهم، مشيرة إلى أن التأخيرات قد تستمر لساعات بسبب الحاجة إلى إعادة تنظيم جداول الرحلات بعد التكدّس.
ورصد موقع Flight Radar 24 انخفاضًا حادًا في عدد الطائرات فوق المملكة المتحدة خلال فترة العطل، قبل أن تبدأ حركة الطيران بالعودة تدريجيًا بعد الساعة 17:00 بتوقيت غرينتش، مع بدء تدفق الرحلات نحو لندن.
وتعيد هذه الحادثة إلى الأذهان أزمة أغسطس 2023 حين انهار نظام Nats خلال موسم الذروة الصيفية، ما أدى إلى إلغاء أكثر من 700 ألف رحلة وتكبد القطاع الجوي البريطاني خسائر قُدّرت بـ100 مليون جنيه إسترليني. وقد أظهر التحقيق آنذاك أن أحد المهندسين الرئيسيين كان يعمل من المنزل أثناء وقوع العطل، ما أثار انتقادات حادة بشأن مستوى الجاهزية في حالات الطوارئ.
وفي السياق نفسه، أعلنت هيئة الطيران المدني البريطاني (CAA) عن فتح تحقيق موسع ومستقل لتحليل أسباب العطل التقني الأخير، مع التركيز على البنية التحتية للأنظمة وآليات الاستجابة، بهدف تعزيز الوقاية وتفادي تكرار مثل هذه الانقطاعات في المستقبل.
الـــمــــزيــــــــــد
