قفزت ثروة الملياردير الإندونيسي براجوغو بانغستو بنحو 20 مليار دولار منذ نيسان الماضي، لترتفع إلى 36.2 مليار دولار، بحسب مؤشر بلومبرغ للمليارديرات، بعدما عانى العام الماضي من خسائر ضخمة أفقدته مكانته على قوائم الأثرياء. بانغستو، البالغ من العمر 81 عامًا، يُعد اليوم أغنى رجل في إندونيسيا، ويعود هذا الارتفاع السريع في ثروته إلى قرار شركة المؤشرات العالمية MSCI بإعادة إدراج ثلاث شركات مرتبطة به ضمن تقييماتها، وفي مقدمتها شركة "باريتو للطاقة المتجددة" التي تُعد أحد أعمدة إمبراطوريته.
بعد إعلان MSCI، قفز سهم "باريتو للطاقة المتجددة" بنسبة 20%، ما أضاف 3.5 مليار دولار إلى ثروته في يوم واحد، وهو أكبر مكسب يومي له على الإطلاق. وكانت الشركة قد استُبعدت سابقًا من المؤشر بسبب مخاوف تتعلق بتركيز الملكية في أيدي مساهمين مسيطرين، لكن عودتها أطلقت موجة تداول واسعة رفعت تقييمها بشكل حاد.
ويعكس هذا الانتعاش، بحسب خبراء، هشاشة البنية المؤسسية في السوق الإندونيسية، حيث يؤثر تركيز الملكية بشكل كبير على تحركات الأسهم. ويُعد بانغستو مثالاً صارخًا لهذا الواقع، إذ فقد في شباط الماضي 5.4 مليار دولار، وتكبد في أيلول 2023 خسارة يومية بلغت 5.9 مليار دولار، في وقت استُبعد فيه سهمه من مؤشر "فوتسي راسل"، ما محا قرابة 12 مليار دولار من ثروته في لحظة.
ووفق محللي "SGMC كابيتال" و"جي بي مورغان"، فإن السوق يبدو مفرط التفاؤل في تقييمه لشركات بانغستو، خصوصًا في ظل ضعف التداول الحر وغياب الشفافية المؤسسية. وبحسب بيانات بلومبرغ، تسيطر كيانات مرتبطة ببنغستو، بما فيها "باريتو باسيفيك" و"غرين إيرا" التي ترأسها ابنته نانسي، على نحو 88% من "باريتو للطاقة المتجددة"، بينما لا تتعدى حصة بلاك روك، أكبر مساهم خارجي معروف، نسبة 0.07%.
يُذكر أن بانغستو بدأ مسيرته عام 1979 بتأسيس "باريتو باسيفيك" لبيع الأخشاب، قبل أن تتوسع إمبراطوريته إلى قطاعات البتروكيماويات والطاقة والعقارات والغابات، مع تركيز كبير اليوم على مشاريع الطاقة المتجددة، تماشياً مع أهداف إندونيسيا في الوصول إلى صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2060.
وفي مؤشر آخر على طبيعة السوق الإندونيسية، ارتفعت أسهم العديد من الشركات ذات التداول المنخفض بنسب تفوق 1000%، كما حدث مع شركة "دي سي آي إندونيسيا"، أكبر مشغّل لمراكز البيانات، والتي أُوقف تداولها بعد ارتفاع تجاوز 120% هذا الشهر فقط، في حين حققت شركة "تشاندرا دايا إنفستاسي" ارتفاعًا تجاوز 860% منذ طرحها مطلع الشهر.
وتُظهر هذه الأمثلة إلى أي مدى يمكن لتحولات هيكلية أو قرارات من مؤسسات التقييم العالمية أن تقلب موازين السوق، وتدفع ثروات الأفراد إلى مستويات قياسية أو تنحدر بها بشكل حاد خلال أيام قليلة.