بعد ساعات من إعلان واشنطن فرض أكبر حزمة عقوبات على إيران منذ عام 2018، شدّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الخميس، على تمسّك بلاده بتخصيب اليورانيوم، مؤكداً قدرة طهران على مواصلة البرنامج النووي رغم التصعيد الأميركي.
وفي مقابلة مع صحيفة فاينانشيال تايمز، قال عراقجي إن "الولايات المتحدة يجب أن تعوّض إيران عن الخسائر التي لحقت بها خلال حرب الشهر الماضي"، في إشارة إلى الغارات الأميركية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية في حزيران الماضي. وأوضح أن تقديم تعويضات سيكون من شروط إيران الأساسية لاستئناف المحادثات النووية مع إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد أعلنت، الأربعاء، فرض عقوبات جديدة شملت 115 فرداً وكياناً وسفينة على صلة بإيران. ووصفت العقوبات بأنها "الأوسع" منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018، مشيرة إلى أنها تستهدف شبكة واسعة من ناقلات النفط وسفن الحاويات المرتبطة بمحمد حسين شمخاني، نجل المستشار الإيراني علي شمخاني، أحد المقربين من المرشد الأعلى علي خامنئي.
وذكرت وزارة الخزانة أن الشبكة استخدمت شركات وهمية وجوازات سفر أجنبية لتهريب شحنات نفط من إيران وروسيا إلى الصين، بالإضافة إلى تورط بعض السفن في عمليات نقل أسلحة ومسيّرات إلى روسيا مقابل شحنات نفطية.
وأكّدت واشنطن أن هذه العقوبات تأتي في إطار تصعيد حملة "الضغط الأقصى" ضد طهران، مشيرة إلى أنها تأتي بعد الغارات التي استهدفت منشآت نووية رئيسية في إيران الشهر الماضي، والتي قال ترامب إنها "قضت على البنية التحتية لبرنامج نووي سري"، وهو ما تنفيه إيران.
وفي ظل هذا التصعيد، تبدو فرص استئناف المسار الدبلوماسي بين واشنطن وطهران محدودة، خاصة بعد تحذير ترامب يوم الاثنين من أن "أي محاولة إيرانية لإعادة تشغيل المواقع النووية ستواجه بردّ أميركي ساحق". وقال إن طهران "تُرسل إشارات سيئة"، ملوّحاً بشنّ غارات جديدة إن استأنفت نشاطها النووي.
وكانت الولايات المتحدة قد أجرت خمس جولات من المفاوضات مع إيران قبل شن غارات حزيران، التي تعتبرها الإدارة الأميركية بالتنسيق مع إسرائيل "ضربة استباقية" لمنع تطوير سلاح نووي، بينما تواصل إيران نفي أي نية لامتلاك قنبلة نووية.
الـــمــــزيــــــــــد
