أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، اليوم الخميس، أن وزارة الخارجية الإسرائيلية قررت إرسال مساعدات إنسانية عاجلة إلى مناطق درزية في محافظة السويداء جنوب سوريا، على خلفية الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.
وقال ساعر في بيان: "في ضوء الاعتداءات التي تعرض لها أبناء الطائفة الدرزية في السويداء، والوضع الإنساني الخطير، أوعزت إلى موظفي الوزارة بتجهيز رزمة مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة 2 مليون شيكل، تشمل طرودًا غذائية، معدات طبية، مستلزمات إسعاف أولي وأدوية، وهي مخصصة للمناطق المتضررة مباشرة من العنف الأخير".
وأضاف أن هذه هي الدفعة الثانية من المساعدات التي توجهها وزارته للدروز في سوريا، بعد حزمة أولى أُرسلت في آذار الماضي.
تأتي هذه الخطوة الإسرائيلية في ظل تطورات ميدانية شهدتها السويداء خلال الأسابيع الماضية، انتهت من دون حسم عسكري واضح، لكنها رسمت وفق مراقبين "خريطة جديدة لتوازن القوى" داخل المحافظة.
وكانت دمشق قد مُنعت من الدخول المباشر إلى المدينة، نتيجة موقف درزي موحّد قاده المرجع الروحي الشيخ حكمت الهجري، ما عزّز وفق محللين موقع الطائفة كقوة محلية ذات إرادة مستقلة، دون أن يتخذ هذا التموضع طابعًا انفصاليًا.
وفي هذا السياق، بدأت تظهر دعوات علنية داخل أوساط درزية تطالب بدعم خارجي، بما في ذلك من إسرائيل، لحماية خصوصية المحافظة ومنع فرض سيطرة مركزية بالقوة.
في المقابل، شددت إسرائيل على معادلتها الأمنية في الجنوب السوري، مؤكدة رفضها لأي عودة للسلاح الثقيل في المنطقة، أو تموضع قوات غير مرغوب بها قرب حدود الجولان، معتبرة أن أي خرق لهذه "التفاهمات الضمنية" سيقابل برد مباشر أو غير مباشر.
ويرى مراقبون أن تل أبيب تعمل عبر هذه السياسات على ترسيخ نفوذها في الجنوب السوري، وفرض قواعد اشتباك جديدة تعكس واقعًا ميدانيًا متغيّرًا.