"ليبانون ديبايت"
موقف لافت جداً وتطور كبير فيما يتعلق بمسألة حصر السلاح بيد الدولة، ترجمه خطاب رئيس الجمهورية جوزاف عون في وزارة الدفاع اليوم بمناسبة عيد الجيش، حيث دعا إلى التأكيد على حصرية السلاح بيد الجيش والقوى الأمنية وإنهاء رهانات الماضي وأوهام أن المقاومة قد تكون خارج الدولة.
عون الذي تحدث عن حصر السلاح وذكر الحزب في هذا الإطار للمرة الأولى، وجّه نداء قال فيه: "ليكن رهانكم على الدولة فقط، لا تضيّعوا التضحيات، ولا تقدموا الذرائع لاستمرار الحرب. وأنتم أشرف من أن تخاطروا بمشروع بناء الدولة".
كما كشف عن حقيقة المفاوضات بين لبنان وأميركا، معلناً عن تعديلات جوهرية على الورقة الأميركية ستطرح على مجلس الوزراء الثلاثاء وفيها الآتي:
وقف فوري للأعمال العدائية الإسرائيلية في الجو والبر والبحر بما في ذلك الاغتيالات
انسحاب إسرائيل خلف الحدود المعترف بها دولياً وإطلاق سراح الأسرى
سحب سلاح جميع القوى المسلحة ومن ضمنها حزب الله وتسليمه إلى الجيش
تأمين مبلغ مليار دولار أميركي سنوياً لفترة 10 سنوات من الدول الصديقة لدعم الجيش والقوى الأمنية وتعزيز قدراتها
إقامة مؤتمر دولي للجهات المانحة لإعادة إعمار لبنان في الخريف
حل مسألة النازحين السوريين ومكافحة التهريب والمخدرات ودعم زراعات وصناعات بديلة
تعليقاً على ذلك أكد الكاتب السياسي سيمون أبو فاضل أن "كلام الرئيس عون مليء بالمواقف وهو تحدث بست نقاط عن حزب الله والسلاح، والخطاب غني بالمواقف الجازمة التي قد تؤدي إلى نقلة نحو الحلول".
وقال أبو فاضل في حديث عبر "ليبانون ديبايت": "الرئيس عون كان واضحاً أنه على الحزب التوقف عند حدود معينة وأنه لم يعد بإمكانه الاستقواء بالسلاح وتوريط لبنان بحروب الآخرين، وهو قال إنه سيلجأ إلى خطوات تؤدي إلى تحقيق الهدوء والانتعاش لصالح الجميع".
وأضاف: "عون وضع حلول عدة للحزب وبنفس الوقت اقترح المخرج المناسب من خلال ورقة سياسية تقوم على حصر السلاح وبسط سلطة الدولة من خلال موقف جامع للقوى السياسية والحكومة".
وتابع: "حتى لو خرج الثنائي من الحكومة قد يتم اتخاذ قرار بمسألة حصر السلاح لإنقاذ لبنان".
وفيما يتعلق باحتمال عودة الحرب أوضح أبو فاضل: "لا يمكن القول إن الحرب على الأبواب وإذا كان هناك قرار بالحرب فستحصل مهما حصل".
ولفت إلى أن "الدولة تطالب بإعادة الأسرى وانسحاب إسرائيل من النقاط المحتلة وهذه نفس مطالب الحزب، ولكن لا يمكن للحزب أن يحمل الدولة تداعيات ما أقدم عليه والتعاطي وكأنه انتصر في الحرب، وعليه أن يتيح للدولة تأمين المخرج".
وختم أبو فاضل بالقول: "الحزب يفضل الانكسار أمام إسرائيل على الانكسار بالمفاوضات وتسليم السلاح للدولة، وهو يفضل أن يقول إنه هُزم بمواجهة إسرائيل ولا يزال لديه قضية لمواجهتها في المستقبل، على القول بأن السلاح فشل في حمايته وحماية لبنان".