اقليمي ودولي

الجزيرة
الخميس 31 تموز 2025 - 21:09 الجزيرة
الجزيرة

"تسونامي سياسي" يهدد إسرائيل مع موجة اعترافات غربية بدولة فلسطين!

"تسونامي سياسي" يهدد إسرائيل مع موجة اعترافات غربية بدولة فلسطين!

لا حديث في وسائل الإعلام الإسرائيلية هذه الأيام يعلو على تعبير "التسونامي السياسي"، الذي يوصف ككارثة سياسية داهمة ينبغي الاستعداد لمواجهتها. هذا المصطلح يرد على ألسنة قادة اليمين واليسار على حد سواء، منذ إعلان فرنسا نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية ودورها في مؤتمر "حل الدولتين" الذي عُقد في الأمم المتحدة.


ورغم أن أكثر من 140 دولة تعترف بدولة فلسطين، إلا أن الاعتراف الفرنسي يحمل دلالة سياسية أعمق، إذ تمثل باريس أول دولة من مجموعة السبع الصناعية وأول عضو دائم في مجلس الأمن من "العالم الغربي" يتخذ هذه الخطوة. وبحسب المعلقين في إسرائيل، فإن فرنسا هي "السنونو التي تبشّر بربيع فلسطين وتنذر بخريف إسرائيل"، خاصة في ظل التوجه الأوروبي المتنامي نحو اتخاذ خطوات مشابهة. فقد أعلنت 15 دولة غربية نيتها الاعتراف بفلسطين قريبًا، بعضها حدّد سبتمبر/أيلول المقبل موعدًا لذلك.


اختتم مؤتمر "حل الدولتين" في نيويورك ببيان مشترك أصدره وزراء خارجية 15 دولة من أوروبا وأوقيانوسيا وأميركا الشمالية، دعوا فيه إلى تطبيق حل الدولتين ووضع مبادئ توجيهية لمستقبل المنطقة. وأثار هذا التحرك قلقًا واسعًا في إسرائيل، إذ كانت أوروبا طوال عقود بمثابة "القبة الحديدية" السياسية لها في المحافل الدولية، إلى جانب الدعم الأميركي التقليدي الذي بدأ يتآكل.


ورغم أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب حاول التقليل من أهمية الاعتراف الفرنسي، وهدد كندا بعواقب إذا خطت خطوة مماثلة، فإن الشكوك الإسرائيلية تتصاعد حول مستقبل الموقف الأميركي، خاصة بعد أن أعلنت بريطانيا أيضًا نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية.


ويرى محللون إسرائيليون أن الاعتراف بحد ذاته لن يغير الوضع الميداني على المدى القريب، لكنه يمهّد لخطوات دولية أشد، مثل فرض عقوبات على إسرائيل أو عزلها دبلوماسيًا. وقد سبق للجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2012 أن منحت فلسطين صفة دولة مراقب، فيما تقيم 96 دولة علاقات دبلوماسية معها.


إلى ذلك، ذهبت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أبعد، بدعوتها إلى فرض عقوبات على إسرائيل، وحثّ دول المنطقة، بما فيها تلك الموقعة على اتفاقيات أبراهام، على التهديد بقطع العلاقات معها إذا لم تغيّر سياستها في غزة، متهمة الجيش الإسرائيلي بقتل المئات قرب مراكز الإغاثة وتحويل الحرب إلى "هجوم انتقامي" من حكومة يمينية متطرفة.


حكومة بنيامين نتنياهو وصفت موجة الاعترافات بأنها "خضوع للإرهاب" و"مكافأة لحماس" على هجوم 7 تشرين الأول، فيما دعا وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إلى "التأكد من عدم وجود ما يستحق الاعتراف"، في إشارة إلى المضي في سياسة الإبادة والتهجير في غزة والضفة. أما المعارضة الإسرائيلية، بما في ذلك يائير لبيد وبيني غانتس وحتى يائير جولان، فقد اتخذت مواقف متطابقة تقريبًا، واعتبرت الخطوة الفرنسية "تدهورًا أخلاقيًا" و"إعلانًا أحاديًا يخدم المتطرفين".


ويحذر بعض العقلاء في إسرائيل من أن حكومة اليمين، بسعيها لمحو غزة، سمحت لغزة بمحو صورة إسرائيل في الرأي العام العالمي، وسط تنامي المقاطعة الأكاديمية والرياضية والفنية، وتحول قطاعات من يهود العالم، خصوصًا في الولايات المتحدة، إلى انتقاد إسرائيل علنًا.


المحلل شمعون شيفز ذهب أبعد حين وصف الوضع بأن إسرائيل تتحول إلى "متسادا" ثانية، مع حكومة تقود البلاد نحو الانتحار السياسي والعزلة غير المسبوقة، فيما يقف العالم مذهولًا أمام ما يصفه بـ"الوحشية الإسرائيلية".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة