رغم إعلانه قبل أيام "تحسين" الاستجابة الإنسانية في غزة، لم يسمح الجيش الإسرائيلي منذ مساء السبت الماضي سوى بإدخال نحو 15% من احتياجات السكان من المواد الغذائية الأساسية، في ظل حصار خانق ومجاعة متفاقمة.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فقد سمح الاحتلال منذ الأحد وحتى مساء الأربعاء الماضي بمرور 381 شاحنة مساعدات فقط، إضافة إلى عدد محدود من عمليات الإنزال الجوي، في وقت يحتاج فيه أكثر من مليوني فلسطيني إلى 600 شاحنة غذاء يوميًا لتلبية الحد الأدنى من احتياجاتهم. وتشير التقديرات إلى أن الكميات المسموح بها لا تغطي سوى جزء ضئيل من الاحتياجات، فيما تسقط غالبية المساعدات الجوية في مناطق قتالية يصعب على المدنيين الوصول إليها.
وفي السياق ذاته، ارتفع عدد الشهداء بين منتظري المساعدات منذ بداية العام الجاري وحتى ظهر الخميس إلى 1320 شهيدًا وأكثر من 8818 إصابة، وفق بيانات وزارة الصحة في غزة، مع تسجيل ارتفاع كبير في الشهرين الأخيرين؛ إذ بلغ عدد الشهداء في حزيران/حزيران 581، وفي تموز/تموز 739 شهيدًا.
وخلال الأيام الأربعة الماضية، تزامن مرور الشاحنات القليلة مع تصاعد استهداف الاحتلال لصفوف منتظري المساعدات في شمال ووسط وجنوب القطاع. فقد قتل الجيش الإسرائيلي يوم الأحد 11 فلسطينيًا، ويوم الاثنين 25، والثلاثاء 22، فيما ارتفع العدد الأربعاء إلى 60 شهيدًا وأكثر من 195 إصابة، قبل أن يصل الرقم الخميس إلى 81 شهيدًا ونحو 666 إصابة إضافية.
مدير المكتب الإعلامي الحكومي، إسماعيل الثوابتة، أكد أن الاحتلال يتعمد الترويج لصورة مضللة عن تدفق المساعدات، بينما يمنع وصول الكميات الكافية ويستهدف عناصر تأمين القوافل، محملًا إسرائيل والدول الداعمة لها المسؤولية الكاملة عن استمرار سياسة التجويع والإبادة الجماعية بحق أكثر من 2.4 مليون إنسان، بينهم 1.1 مليون طفل محرومون من الغذاء وحليب الأطفال.
من جانبها، شددت مديرة الإعلام والتواصل في وكالة "الأونروا"، جولييت توما، على أن الإنزالات الجوية "غير فعالة، ومكلفة، ومحفوفة بالمخاطر"، مؤكدة أن فتح المعابر بشكل منظم تحت إشراف الأمم المتحدة كفيل بإدخال ما بين 500 و600 شاحنة يوميًا من الغذاء والدواء ولوازم النظافة إلى القطاع، بطريقة آمنة تحفظ كرامة المدنيين.