وفي ظل هذا المشهد الضبابي، تترقّب عشرات آلاف العائلات اللبنانية صدور بيان رسمي عن الوزارة يحدد بوضوح موعد وآلية إعلان النتائج. وحتى اللحظة، لم يصدر أي بلاغ رسمي، ما جعل الليلة الماضية طويلة وثقيلة على كثيرين.
ليلة بلا نوم… وأعصاب مشدودة
ليما، والدة أحد الطلاب، قالت في حديث إلى "ليبانون ديبايت": "لم أذق طعم النوم. بقيت طيلة الليل أراقب مواقع التواصل الاجتماعي بانتظار بيان من الوزارة يوضح موعد صدور النتائج. تلفت أعصابنا من التوتر. والله حرام!".
أما ميرال، وهي طالبة في الفرع الأدبي، فقد أمضت ليلتها على الكنبة في الصالون، وغفت وهي "تهوّس" بالنتائج، على حدّ تعبيرها، متسائلة عن سبب تأخر وزارة التربية في وضع حدّ لحالة الترقّب العشوائي التي يعيشها الطلاب وذووهم.
هذان النموذجان يختصران مشاعر آلاف العائلات التي وجدت نفسها ضحية غياب أي تواصل رسمي، وسط تصاعد الشائعات وتداول أوقات وهمية على منصات التواصل.
الوزارة تلتزم الصمت... ومصدر يوضح
وفي محاولة لتقصّي الحقيقة، أكّد مصدر مطّلع في وزارة التربية لـ"ليبانون ديبايت" أنّ "كافة المواعيد المتداولة غير دقيقة ولا تستند إلى قرار رسمي"، مشيراً إلى أن "العمل لا يزال جارياً منذ ساعات الصباح الأولى على جمع علامات الامتحانات وتدقيقها تمهيداً لإصدار النتائج النهائية".
وأوضح المصدر أن نتائج فرعي "علوم الحياة" و"الاجتماع والاقتصاد" أُنجزت بشكل شبه كامل، فيما تستكمل الأعمال حالياً على نتائج فرعي "العلوم العامة" و"الآداب والإنسانيات".
ورجّح المصدر أن تصدر النتائج بعد ظهر اليوم الجمعة، وكحد أقصى صباح يوم غد السبت، مؤكداً أن بيانًا رسميًا سيُعلَن فور اكتمال التدقيق والمراجعة النهائية.
علامات الاستلحاق قيد البحث
وعن احتمال اعتماد "علامة الاستلحاق" لبعض الفروع، أشار المصدر إلى أن هذا القرار يُتّخذ بعد احتساب نسب النجاح العامة، وهو من صلاحية المدير العام للوزارة بالتنسيق مع الوزيرة، مضيفاً: "من المبكر الحسم في هذا الشأن قبل اكتمال النتائج لكافة الفروع".
دعوات لشفافية وتواصل
في المقابل، ناشد عدد كبير من الأهالي وزارة التربية التحلي بالشفافية والتواصل الفعّال، من خلال إصدار بيان واضح يحدد موعد إعلان النتائج بدقّة، لتجنيب الطلاب وذويهم المزيد من التوتر والترقّب العبثي.
وفي وقت لا تزال فيه العيون شاخصة إلى موقع الوزارة الرسمي والمنصات الإلكترونية، يبقى السؤال: متى تنتهي هذه الحالة من القلق والتخبط؟ وهل تتدارك الوزارة ثغرة غياب التواصل، وتضع حدّاً لحالة الانتظار المفتوح؟
الجواب قد تحمله الساعات المقبلة... أو ربما مزيد من الصمت.