أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، أن السلطة في أي بلد لا تستمد مشروعيتها إلا من قدرتها على حماية مواطنيها وضمان حقوقهم، معتبرًا أن الأمن هو الركيزة الأولى لأي ميثاق اجتماعي أو سياسي. واستشهد قبلان بالآية الكريمة {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ}، لافتًا إلى أن السلطة التي تفقد ضماناتها الحقوقية تتحول إلى أداة استبداد وفساد.
وشدد على أن المواطنة تشمل جميع أبناء الوطن من مختلف الأديان والطوائف والانتماءات، وأن الدولة مطالبة برعاية مصالح شعبها بعيدًا عن التمييز والاحتكار، وإلا فقدت شرعيتها. وأشار إلى أن الشعب يملك الحق في مراقبة السلطة ومحاسبتها إذا قصّرت في واجباتها السيادية والاجتماعية، محذرًا من أن التخلي عن هذه المسؤولية خيانة لله والوطن.
واستذكر قبلان الاحتلال الإسرائيلي عام 1982 وما تبعه من انهيار في شرعية السلطة، معتبرًا أن المقاومة كانت صمام الأمان الذي أنقذ الدولة، كما كانت انتفاضة 6 شباط محطة مفصلية في استعادة القرار الوطني. وأكد أن حماية لبنان اليوم تقوم على شراكة الجيش والمقاومة كقوة سيادية، داعيًا الدولة إلى دعم المقاومة بدل تطويقها أو استهداف بيئتها، لأن ذلك يصب في مصلحة إسرائيل.
وأشار إلى أن العدوان الإسرائيلي المتواصل برًا وبحرًا وجوًا، يقابله تقاعس رسمي عن القيام بواجبات الدفاع، محذرًا من أن أي خصومة مع المقاومة تمثل "أكبر هدية" لإسرائيل التي تتربص بلبنان كما تفعل في الجنوب السوري. ودعا الحكومة إلى اتخاذ موقف وطني يليق بجبهات الدفاع السيادي، مؤكدًا أن البلد يمر بلحظة تاريخية حساسة تتطلب شراكة وطنية تحميه من الأخطار الوجودية.