رأى العلامة السيد علي فضل الله أن الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان، والتي كان آخرها الغارات التي طالت الجنوب والبقاع، تأتي في إطار ضغوط متصاعدة تمارس على الدولة اللبنانية لدفعها إلى خيارات يفرضها العدو، ومن دون أن تكون للبنانيين حرية النقاش فيها. وأوضح في خطبة الجمعة أن هذه الاعتداءات تجري في ظل غياب أي دور فعلي للدول المعنية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، لضمان وقف إطلاق النار، بل إن واشنطن، عبر مبعوثها، تضغط على لبنان لإصدار قرار رسمي ملزم بسحب سلاح المقاومة، من دون تقديم أي ضمانات مقابلة، بل مقرونة بتهديدات بعدم حصول لبنان على إعادة الإعمار والأمن، مع زيادة الضغوط الاقتصادية عليه.
وجدد فضل الله التأكيد على انفتاحه على أي حلول تنقذ الوطن وتحميه من المخاطر، داعيًا اللبنانيين إلى التوحد، ومشدّدًا على أن لبنان ليس في حالة العجز والضعف التي يحاول البعض تصويرها، بدليل حجم الضغوط التي يتعرض لها لإجباره على التنازل.
وفي الشأن الداخلي، نوّه فضل الله بإقرار المجلس النيابي مشروع استقلال القضاء، معتبرًا أنه خطوة مهمة لإبعاده عن أي ضغوط سياسية أو مالية أو تدخلات خارجية، ما يشكل ضمانة لتحقيق العدالة. كما شدد على ضرورة إعادة المصارف أموال المودعين كاملة لضمان عودة الثقة إليها.
أما عن الوضع في غزة، فرأى أنها لا تزال تواجه أكبر كارثة إنسانية في العصر الحديث، داعيًا العرب والمسلمين، على مستوى الدول والشعوب، إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه هذا الشعب العربي والمسلم، ورفض المخطط الذي يستهدف تهجيره من أرضه.
وفي الختام، هنأ فضل الله الجيش اللبناني في عيده، مشيدًا بدوره كحامٍ للوطن وركيزة وحدته ومنعته، وبتضحياته في مواجهة العدو الإسرائيلي والإرهاب، داعيًا إلى دعمه وتعزيزه على كل الصعد ليتمكن من حماية حدود الوطن ومنع أي مساس بأمنه واستقراره ووحدته.