أفادت شبكة "سي إن إن"، الجمعة، أن حركة حماس توقفت عن المشاركة في أي مناقشات تتعلق بمفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في وقت تشهد فيه المحادثات جموداً وسط تحذيرات الوسطاء من تدهور خطير في الأوضاع الإنسانية.
ونقلت الشبكة عن مصدرين مطلعين أن الحركة أبلغت الوسطاء بأنها لن تستأنف المفاوضات قبل تحسن الوضع الإنساني في القطاع، وهو ما أكدته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، مشيرة إلى أن حماس اشترطت تحسين الأوضاع المعيشية قبل العودة إلى طاولة الحوار.
في المقابل، صعّدت عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة ضغوطها على الحكومة، داعية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى إعلان استعداده العلني لتوقيع اتفاق شامل يعيد جميع المحتجزين وينهي الحرب. وردّ نتنياهو في رسالة مصوّرة للعائلات قائلاً: "منذ عودة الوفد من قطر، لم نتوقف عن المحاولة"، معتبراً أن العائق الأساسي أمام الاتفاق هو "تعنت حماس"، ومؤكداً التزامه بإعادة المحتجزين "بطريقة أو بأخرى".
وتتبلور في الوقت نفسه ملامح توافق بين الولايات المتحدة وإسرائيل على الانتقال من خطة محدودة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح بعض الرهائن، إلى اتفاق شامل يتضمن نزع سلاح حركة حماس بالكامل وإطلاق سراح جميع المحتجزين دفعة واحدة، دون تقسيم العملية إلى مراحل. وقال مسؤول إسرائيلي رفيع إن الخطة المشتركة تفترض زيادة حجم المساعدات الإنسانية لغزة مع الحفاظ على وتيرة العمليات العسكرية الحالية، مشيراً إلى أن التفاصيل قيد البحث.
وجاء ذلك عقب اجتماع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالمبعوث الأميركي الخاص ستيفن ويتكوف في 31 تموز، حيث تناول اللقاء الأزمة الإنسانية واستئناف جهود وقف إطلاق النار. وأعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن ويتكوف سيتوجه إلى غزة لبحث آليات إيصال المساعدات الإنسانية.
وتأتي هذه التطورات بعد أن أعلنت حماس في 27 تموز، على لسان القيادي خليل الحية، أن استمرار المفاوضات غير مجدٍ في ظل الحصار المفروض على القطاع. وفي 24 تموز، أصدر نتنياهو تعليمات بسحب الوفد الإسرائيلي من الدوحة، وهو ما فعلته أيضاً الولايات المتحدة، احتجاجاً على رد الحركة الذي اعتبرته واشنطن وتل أبيب دليلاً على عدم رغبتها في التوصل إلى وقف إطلاق نار.