دعا القيادي في حركة حماس باسم نعيم إلى وقف عمليات إسقاط المساعدات الإغاثية جوًا فوق قطاع غزة، معتبرًا أنها تشكل خطرًا مباشرًا على حياة المدنيين ولا تلبي احتياجاتهم الأساسية.وقال نعيم، في تصريح نقله المركز الفلسطيني للإعلام:
"لا أعرف سبب إصرار البعض على إنزال المساعدات عبر الجو رغم علمهم بمخاطرها المباشرة على السكان، وأنها لا تغطي سوى جزء ضئيل من الاحتياجات. هذه العمليات تتم بالتنسيق مع إسرائيل، فلماذا لا يتم الضغط عليها لفتح المعابر فورًا وإدخال المساعدات الإنسانية؟ فبحسب المؤسسات الأممية والدولية، إدخال المساعدات برًا هو السبيل الوحيد لوقف المجاعة وإنهاء الأزمة الإنسانية".
من جانبه، أكد المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، أن إنقاذ سكان غزة من الجوع يتطلب إدخال المساعدات بكميات كبيرة عبر المعابر، مشددًا على أن "الإنزال الجوي أغلى مئة مرة من نقل المساعدات بالشاحنات التي تستطيع مضاعفة الكمية". وأضاف: "إذا كان مسموحًا بالإنزال الجوي، فيجب أن تكون هناك إرادة سياسية لفتح المعابر".
في السياق نفسه، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن فرنسا أسقطت مساعدات غذائية على غزة، داعيًا إسرائيل إلى القيام بالمزيد لمواجهة الجوع في القطاع. وكتب على منصة "إكس": "المساعدات الغذائية الجوية غير كافية. يجب أن تفتح إسرائيل المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل لمواجهة خطر المجاعة".
وأشار وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إلى أن أربع رحلات جوية من الأردن ستحمل كل منها عشرة أطنان من المساعدات الغذائية إلى غزة، موضحًا أن فرنسا وألمانيا وبلجيكا وإسبانيا والمملكة المتحدة والبحرين انضمت، الجمعة، إلى عمليات الإسقاط الجوي التي تقوم بها مصر والأردن والإمارات.
وتأتي هذه الخطوات في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة جراء استمرار الحصار وإغلاق المعابر منذ مطلع آذار الماضي، ما أدى إلى تراجع حاد في المخزونين الغذائي والطبي، وسط تحذيرات متواصلة من منظمات أممية من "كارثة مجاعة وشيكة" تهدد حياة مئات الآلاف، لا سيما الأطفال والمرضى.
على الصعيد السياسي، وصلت المحادثات الجارية في الدوحة بين إسرائيل وحماس لوقف إطلاق النار إلى طريق مسدود الأسبوع الماضي، مع تبادل الاتهامات حول المسؤولية عن الجمود، واستمرار الخلافات بشأن مناطق انتشار القوات الإسرائيلية. ويتزايد الضغط في غزة على حماس للتوصل إلى اتفاق يوقف الحرب ويضع حدًا للوضع الإنساني المتدهور في القطاع.