دخلت مهلة الأيام القليلة التي حددها الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتوصل إلى حل للنزاع الروسي – الأوكراني مراحلها الحاسمة، في ظل تزايد التوترات والتلويح بإجراءات عسكرية واقتصادية ضد موسكو إذا لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وفي تطور لافت، أعلن ترامب إرسال غواصتين نوويتين إلى موقع "مناسب" ردًا على تصريحات الرئيس الروسي السابق دميتري مدفيديف التي ألمح فيها إلى احتمال استخدام السلاح النووي، فيما أشارت تقارير إلى أن حاملة الطائرات الأميركية "جيرالد فورد" غيّرت وجهتها فجأة، الجمعة، من البحر الأدرياتيكي.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوات تمثل أوراق ضغط أميركية قبل بدء أي محادثات جديدة مع موسكو، إذ من المقرر أن يتوجه الموفد الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف إلى روسيا عقب جولة في الشرق الأوسط، في إطار المساعي لعقد لقاء مع الرئيس فلاديمير بوتين.
وخلال حملته الانتخابية عام 2024، كان ترامب قد طرح مقترحًا لحل النزاع يقضي باعتراف بسيطرة روسيا على الأراضي التي استولت عليها في أوكرانيا مقابل وقف العمليات العسكرية، لكن هذا الطرح لم يلقَ تجاوبًا من الكرملين، واستمر التصعيد الميداني الذي يحصد – بحسب ترامب – نحو سبعة آلاف قتيل من الجانبين أسبوعيًا.
وفي ما يشبه "انعطافة" سياسية، أعلن ترامب مؤخرًا استئناف تزويد أوكرانيا بالأسلحة، مؤكدًا أن واشنطن لا تعارض تسليح كييف لكنها تريد أن يتحمل الأوروبيون العبء المالي والعسكري الأكبر، عبر رفع إنفاقهم الدفاعي إلى 5% من الناتج القومي.
وتشير تقديرات أميركية إلى أن الجيش الروسي يحقق تقدمًا ميدانيًا بطيئًا، غير قادر على تغيير موازين المعركة، فيما يفتقر إلى الموارد اللازمة لشن هجوم واسع النطاق. ويرى مسؤولون في واشنطن أن هذه المعطيات تمنح الولايات المتحدة وحلفاءها موقعًا تفاوضيًا أفضل.
الخطوة التالية على جدول ترامب قد تكون فرض عقوبات واسعة، بما في ذلك "العقوبات الثانوية" التي تستهدف الدول المتعاملة تجاريًا مع روسيا، في مسعى لإجبار موسكو على القبول بوقف النار. ويأمل ترامب في تحقيق اختراق سياسي يوقف الحرب ويمنحه ورقة قوة في مفاوضاته مع الصين، لكن النتيجة النهائية لا تزال رهينة مواقف الكرملين.