يشهد مخيم الهول شرق سوريا حالة توتر أمني متصاعدة، بعد ورود تقارير عن تحركات منظمة لخلايا نائمة موالية لتنظيم «داعش» داخل قسم المهاجرات، حيث شكّلت نساء من زوجات مسلحي التنظيم ما يُعرف بـ«جهاز الحسبة»، ونفذن أعمال حرق وتخريب استهدفت مقرات منظمات إنسانية ومقتنياتها.
مديرة المخيم جيهان حنان أوضحت لـ«الشرق الأوسط» أن ثلاث مقرات تابعة لمنظمات إنسانية تعرضت للحرق والنهب والتخريب، كما هوجمت فرق الإغاثة بالحجارة، ما أجبر هذه المؤسسات على تعليق أنشطتها، مشيرة إلى رفض بعض القاطنات تلقي أي مساعدات.
وتضم أقسام المخيم أكثر من 6 آلاف امرأة وطفل من عائلات مقاتلي التنظيم الأجانب، إلى جانب نحو 15 ألف نازح سوري و13 ألف لاجئ عراقي، في حين حذرت إدارة المخيم من محاولات الخلايا النائمة إعادة تنظيم صفوفها داخل المخيم، بتنفيذ اعتداءات ممنهجة بإيعاز من عناصر خارجية.
للحد من هذه التحركات، نفذت قوات سوريا الديمقراطية بالتنسيق مع التحالف الدولي عملية أمنية محكمة داخل المخيم، أسفرت عن اعتقال محمود صافي الأول المكنى بـ«أبي البراء» وهو الأمير العسكري للتنظيم، وعبد الرزاق محمود السلامة الملقب بـ«أبي عبد الرحمن»، المسؤول عن عمليات التجنيد وتلقين الأطفال الفكر المتطرف.
في موازاة ذلك، غادرت دفعة جديدة تضم 233 عائلة عراقية (أكثر من 800 شخص) المخيم متجهة إلى مخيم الجدعة في محافظة نينوى العراقية، ضمن خطة لتفريغ مخيمات شمال شرقي سوريا. كما غادرت 15 عائلة أخرى من مخيم روج في ريف الحسكة.
رئيس مكتب شؤون النازحين في الإدارة الذاتية شيخموس أحمد أكد أن الخطة تستهدف إفراغ هذه المخيمات مع نهاية عام 2025 بالتنسيق مع مفوضية شؤون اللاجئين، مشيرًا إلى إعداد قوائم جديدة لعائلات عراقية ستغادر قريبًا.
من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية إعادة مواطن أميركي قاصر من أحد المخيمات في شمال شرقي سوريا، مؤكدة أن 30 ألف شخص من أكثر من 70 دولة ما زالوا يقيمون في مخيمات النازحين، معظمهم أطفال دون الثانية عشرة، وأن الحل الوحيد هو استعادتهم من قبل دولهم الأصلية.