وصل البابا ليو الرابع عشر، أول بابا أمريكي في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، إلى روما على متن مروحية بيضاء على طريقة نجوم الروك، للمشاركة في وقفة صلاة مفتوحة ضمن فعالية "يوبيل الشباب"، وسط حضور جماهيري ضخم تجاوز المليون شخص.
وعقب هبوط المروحية العسكرية في موقع الفعالية، انفجر الحضور بالبكاء والهتاف، فيما تجمع شباب من 146 دولة للمشاركة في الحدث الذي يُعد من أبرز محطات سنة اليوبيل المقدسة. وبعدها، دخل البابا بسيارته البابوية التقليدية، مبتسماً وملوحاً للجماهير المحتشدة لسماع كلمته.
ودعا البابا الشباب إلى "التطلع إلى الأمور العظيمة والسعي نحو القداسة"، مؤكداً: "لا ترضوا بما هو أقل". كما شجعهم على "نشر الحماس وشهادة الإيمان في كل مكان"، موجهاً رسائل دعم خاصة للشباب القادمين من مناطق النزاعات، قائلاً: "نحن أقرب من أي وقت مضى إلى الذين يعانون من أسوأ الشرور التي يتسبب بها بشر آخرون".
امتدت فعاليات "يوبيل الشباب" على مدار أسبوع، حيث توافد إلى العاصمة الإيطالية نحو نصف مليون شاب مؤمن خلال معظم الأيام، فيما بلغ عدد الحضور عشية الوقفة نحو 800 ألف شخص، ليرتفع الأحد إلى أكثر من مليون، قضى معظمهم الليل في خيام أو أكياس نوم استعداداً لقداس الأحد.
أقيمت الوقفة على مساحة مفتوحة تجاوزت 500 ألف متر مربع، تعادل نحو 70 ملعب كرة قدم، وتوسطتها منصة ضخمة مزينة بقوس ذهبي وصليب شاهق، شارك فيها 450 أسقفاً و700 كاهن بلباس أخضر، على أنغام موسيقى الكورال.
وشهدت الأجواء طابعاً احتفالياً واسعاً، حيث وصفتها قناة "راي" الإيطالية بأنها "وودستوك كاثوليكي". وعزفت الفرق الدينية وغنت الحشود حتى ساعات الليل، في أجواء امتزجت فيها الموسيقى الروحية بالحماسة الشبابية، وسط حضور لافت من المؤمنين من مختلف أنحاء العالم.