لوّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتنفيذ عملية عسكرية واسعة جديدة في قطاع غزة المدمّر، تشمل السيطرة الكاملة عليه، بعد تعثّر المحادثات غير المباشرة مع حركة حماس حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، ووصولها إلى طريق مسدود، بحسب ما أوردت القناة 12 الإسرائيلية.
وبحسب التسريبات، تتضمن الخطة الإسرائيلية خيارين:
الأول: إقامة إدارة عسكرية فورية تسمح بتنفيذ عمليات ميدانية واسعة في جميع أنحاء القطاع.
الثاني: تطويق عدد من المخيمات الإنسانية وترك مناطق محدودة خالية من القتال لإدخال المساعدات، بما يعني عملياً الجمع بين الاحتلال والتطويق في آن واحد.
ووفق موقع i24NEWS، فإن فكرة احتلال غزة بالكامل تعود لنتنياهو شخصياً، وليست مقترحاً من الجيش، مع تحديد مهلة 24 ساعة فقط قبل اتخاذ القرار النهائي.
صحيفة هآرتس ذكرت أن نتنياهو ترأس مشاورات أمنية بعد ظهر أمس، أعقبها بيان مقتضب من ديوان رئاسة الحكومة، أشار إلى أن رئيس الأركان إيال زامير قدّم عدة خيارات لاستكمال الحملة العسكرية في القطاع. وبينما أكد زامير استعداده لتنفيذ أي قرار سياسي يصدر عن الكابينيت، فإنه لا يزال يعارض خيار الاحتلال الكامل ويميل إلى "التطويق المرحلي".
في سياق متصل، أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن لدى حماس قدرات تقنية لرصد اقتراب الجيش من مواقع احتجاز الرهائن، من بينها كاميرات مزوّدة بحساسات وعبوات ناسفة معدّة للتفجير في حال اقتراب القوات الإسرائيلية. وأوضحت أن هذه المعلومات نُقلت أيضاً إلى عائلات الأسرى التي تخشى من أن يؤدي أي تصعيد عسكري واسع إلى تعريضهم للخطر.
مصادر قريبة من نتنياهو أكدت أن الاتجاه نحو احتلال غزة بالكامل قد حُسم، وأن العمليات ستشمل حتى المناطق التي يُحتجز فيها الرهائن، ملوّحة بأن على رئيس الأركان الاستقالة إذا رفض تنفيذ القرار. لكن صحيفة معاريف نقلت عن مصادر أخرى أن نتنياهو لم يتخذ بعد قراراً نهائياً بهذا الشأن، في ظل استمرار الانقسام داخل القيادة الإسرائيلية.
وتأتي هذه التطورات في وقت وصلت فيه المفاوضات بين إسرائيل وحماس إلى مأزق كامل، مع تمسك كل طرف بشروطه، ما يرفع منسوب التوتر ويعزز احتمالات التصعيد الميداني في القطاع خلال الأيام المقبلة.