أثار تسجيل صوتي مسرّب إنتشر على مواقع التواصل الإجتماعي، منسوب لشقيق المطلوب البارز علي منذر زعيتر المعروف بـ"أبو سلّة"، موجة صدمة واسعة، بعدما أعلن فيه بصراحة أنه أقدم على قتل شخص يدعى علاء المولى في حي الشراونة – بعلبك، انتقامًا لشقيقه الذي استهدفه الجيش اللبناني في وقت سابق من اليوم.
وفي التسجيل، يزعم شقيق "أبو سلّة" أن المغدور كان قد سرّب معلومات مكّنت الجيش من تحديد مكان تواجد شقيقه، مهدّدًا بتصفية أي شخص يشتبه في أنه "مخبر"، ومطلقًا سلسلة تهديدات علنية، لم تخلُ من هجوم حاد على حزب الله وحركة "أمل"، متهمًا إياهما بالتخلي عن حي الشراونة وتركه لمصيره.
تسريب هذه التسجيلات تزامن مع عملية أمنية واسعة ينفذها الجيش منذ ساعات الصباح في الحي نفسه، أسفرت عن سقوط 3 قتلى من آل زعيتر وعدد من الجرحى، بينهم: علي فياض زعيتر، عباس سعدون زعيتر، وعلي منذر زعيتر "أبو سلّة" نفسه.
وتخللت العملية مواجهات مسلّحة عنيفة في إطار خطة عسكرية تستهدف تفكيك واحدة من أخطر شبكات تجارة المخدرات والتهريب في البقاع، يتزعمها "أبو سلّة" المطلوب بمئات المذكرات القضائية. ويُعرف الحي بأنه من أكثر البؤر تعقيدًا أمنيًا، وملاذ للمطلوبين، ويخضع لنفوذ عشائري يصعّب اختراقه.
المصادر الأمنية أكدت أن العملية جاءت بعد رصد دقيق لتحركات المطلوبين، وتهدف إلى توجيه ضربة حاسمة لشبكات المخدرات والسلاح التي تتخذ من الشراونة قاعدة لها. كما استعاد البيان الأمني وقائع سابقة، منها تورط "أبو سلّة" في استهداف دورية للجيش عام 2022 ما أدى إلى استشهاد الرقيب زين شمص وإصابة آخرين، ما جعل توقيفه أو تصفيته أولوية قصوى.
وتأتي هذه التطورات بعد أسابيع من عملية نوعية في 24 تموز، حين استهدفت طائرة مسيّرة للجيش سيارة تقل عددًا من المطلوبين، وتم تعطيلها قبل أن يتم توقيف من بداخلها، وسط أنباء غير مؤكدة حينها عن احتمال وجود "أبو سلّة" بينهم.