في مشهد أعاد إلى الذاكرة واحدة من أفظع كوارث القرن العشرين، شبّه نشطاء وحقوقيون حجم الدمار الذي خلّفته الحرب الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة، بما حلّ بمدينة هيروشيما اليابانية بعد أن ألقت الولايات المتحدة قنبلة نووية عليها في السادس من آب 1945، وأودت بحياة أكثر من 140 ألف شخص.
وذكرت صحيفة إندبندنت البريطانية، أن منظمات حقوقية ونشطاء يابانيين من مدينة هيروشيما عبّروا عن قلقهم العميق إزاء ما يجري في غزة، معتبرين أن "العالم لم يتعلم من دروس التاريخ"، وسط تزايد صور الخراب وانتشار مشاهد المباني المدمّرة والمحو الشامل للبنى التحتية في القطاع المحاصر.
وقال كريستيان بينيديكت، مدير الاستجابة للأزمات في منظمة العفو الدولية–فرع بريطانيا، إن "أوجه الشبه بين غزة وهيروشيما مذهلة"، مضيفًا: "الدمار في غزة يشبه نهاية العالم. عائلات أُبيدت بالكامل، أطفال دفنوا تحت الأنقاض، ومستشفيات ومدارس تحولت إلى غبار".
وفي السياق نفسه، صرّحت جولييت توما، المتحدثة باسم وكالة "الأونروا"، أن إحدى زميلاتها زارت مدينة رفح مؤخرًا، وقالت بعد الجولة إن "رفح تشبه هيروشيما تمامًا"، مشيرة إلى أن المشهد كان "صادماً لدرجة يصعب معها التقاط صور".
وتزامن ذلك مع فعالية إحياء الذكرى السنوية للقصف النووي على هيروشيما، والتي شهدت هذه السنة مشاركة فلسطينية للمرة الأولى، في حضور نحو 55 ألف شخص من بينهم ممثلون عن 120 دولة ومنطقة، بينهم رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيتشيبا.
وفي ساحة "حديقة السلام التذكارية"، رُفعت لافتات مناهضة للحرب حملت شعارات: "لا للأسلحة النووية"، "حرروا غزة"، "لا للمزيد من الإبادة الجماعية"، في مشهد عبّر عن تضامن شعبي متزايد مع المدنيين الفلسطينيين في ظل استمرار الدمار والنزوح والانهيار الإنساني في القطاع.
وتأتي هذه المقارنات بينما تُواصل إسرائيل تحميل حركة حماس مسؤولية ما يجري في غزة بعد السابع من تشرين الأول، وفق ما نقلته صحيفة إندبندنت. ومع تصاعد حجم الخسائر البشرية ودمار المساجد والمستشفيات والمدارس، تتزايد الدعوات الدولية للوقف الفوري لإطلاق النار ومنع مزيد من الانهيار.