ورغم أن هذا التحذير لم يَلْقَ ترحيبًا لدى بعض الجهات الرسمية التي سعت إلى نفي الطابع "الاستثنائي" للموجة، معتبرةً إيّاها مجرّد موجة صيفية عادية، أصرّ خنيصر على موقفه، مشدّدًا على أن ما ينتظر لبنان مختلف تمامًا عن أي موجة حرّ سابقة، بما فيها تلك التي اجتاحت البلاد أواخر تموز المنصرم.
وفي حديث خاص إلى "ليبانون ديبايت"، شدّد خنيصر على أن "لبنان أمام موجة حرّ قوية ستُعيد إلى الأذهان موجة العام 2023 التي ضربت البلاد في التوقيت نفسه"، مؤكدًا أن "المرحلة المقبلة لن تكون سهلة على الإطلاق، ويجب على الناس الاستعداد واتخاذ الإجراءات الوقائية، وعدم الانجرار وراء التطمينات المضللة".
وأضاف أن "نسبة الرطوبة في المناطق الساحلية ستصل إلى 100%، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في الشعور بالاختناق والحرّ الشديد، خصوصًا خلال ساعات الليل". أما في منطقة البقاع، فستبلغ نسبة الرطوبة 5% فقط، أي أن الهواء الحار سيكون جافًا إلى حدّ كبير، "وكأنّ المواطن يتنشّق الكاري"، على حدّ تعبيره.
خنيصر نشر أيضًا خرائط مناخية عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، أكّد من خلالها أن الموجة القادمة ستكون شديدة التأثير، لا سيما في البقاع، مشيرًا إلى أن هذه المنطقة ستكون "على فوهة بركان"، مع حرارة قد تتراوح بين 39 و43 درجة نهارًا، فيما ستتراوح في المناطق الجبلية بين 33 و36 درجة، وعلى الساحل بين 31 و32 درجة، ولكن مع رطوبة خانقة قد تصل إلى 100%.
كما أشار إلى أن درجة حرارة مياه البحر سترتفع لتسجّل بين 31 و32 درجة، متسائلًا في هذا السياق: "هل لا يزال البعض يعتقد أنني أهوّل؟".
ودعا جميع من يعانون من أمراض في الجهاز التنفسي والربو إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة، معتبرًا أن هذه الموجة "لا ترحم"، وأن التهاون معها قد يُعرّض البعض لخطر صحي جدّي.
وفي الختام، أكّد خنيصر أنه "لم يكن يهوّل، بل كان يطلق نداء إنذار مبكر لما ينتظر لبنان من موجة حرّ خانقة، أظهرت المؤشرات الجوية الأولية أنها قد تكون الأخطر خلال هذا الصيف".
وبين تجاهل رسمي وتحذير علمي، يبقى الأجدى هو الاستعداد والوقاية، وعدم الاستخفاف بتوقّعات مدعومة بالمعطيات والخرائط.